• سنهدرين: سنهدرين (أ) الاسم. الكلمة اليونانية : سونادريون المترجمة مجلس أو مجمع. مت 26 :59 وز؛ أع 4 :15؛ 15 :21، 27. تدل في العهد الجديد على المجلس الاعلى الذي يحكم الشعب اليهودي. في الأدب الرابينيّ يسمَّى السنهدرين "غاروسيا" (مجلس الشيوخ. رج يه 4 :8؛ 11 :14؛ 15 :58؛ 1مك 12 :6؛ 2مك 1 :10؛ 4 :41؛ 11 :27؛ أع 5 :21) أو "براسبوتريون" (الشيوخ. لو 22 :66؛ أع 22 :5). يستعمل يوسيفوس كلمة "بولي" المجلس الاستشاري فيتحدث مر 15 :43؛ لو 23 :50 عن المستشارين. (ب) نجد أول آثار السنهدرين في مجلس شيوخ الشعب اليهودي المذكور للمرة الأولى في 1مك 12 :6 كجسم إداري (1مك 12 :35) بجانب عظيم الكهنة يوناثان (160-142). رج 1مك 11 :23؛ 14 :20. قد يكون يوناتان أعاد تنظيم هذا المجلس الذي تأسّس قبله، فجاء هذا الاصلاح في خط سياسة المكابيين كردة فعل ضد الميول الهلينية لدى جزء من الارستقراطية. حسب 2مك 1 :10؛ 4 :44؛ 11 :27، وُجد هذا المجلس منذ زمن يهوذا المكابي (1مك 7 :33). ويقول يوسيفوس (العاديات 12 :142) إن هذا المجلس مذكور في رسالة انطيوخس الثالث (223-187) إلى قائد البقاع وفينيقية. في أي حال، كان هذا المجلس باسمه وصلاحياته، خلَف حلقة الشيوخ التي تحمّلت في أيام نحميا بعض المسؤولية في مسيرة حياة الجماعة اليهودية (عز 5 :9؛ 6 :7؛ 10 :8). وسمِّي هذا المجلس سونادريون في بداية حقبة الهيرودسيين، كما يقول يوسيفوس (العاديات 9 :163-164). (ج) تأليف السنهدرين (الشيوخ). مع أن 1مك 12 :6 (رج 14 :20) يذكر الكهنة بجانب السنهدرين، من المؤكد أن عددًا من أعضاء الكهنوت يجلسون مع ممثّلي العائلات الرئيسية (غير الكهنوتية) وهذا بسبب أهمية الكهنة في الجماعة البعدمنفاويّة (هذا ما يقول هيكاتيس، رج ديودورس الصقلبي، المكتبة التاريخيّة 40 :3). وفي أيام اسكندارة (76-67)، طلب الفريسيون فقُبل طلبهم، فانضمت مجموعة الكتبة إلى السنهدرين. وهكذا تألّف السنهدرين في زمان العهد الجديد من ثلاث فئات : الشيوخ (براسبوتيروي أو ممثليّ الأرستقراطية العلمانية)، رؤساء الكهنة (ارخي هيرايس : رؤساء الكهنة المستقلّين وأعضاء العائلات الأربع التي منها يتم اختيار رئيس الكهنة : حناني، بوئيتوس، فيابي، حميت، رج أع 4 :5)، الكتبة، أو معلمو الشريعة (غراماتيس. كانوا ينتمون بأكثريتهم إلى الفريسيين). كان السنهدرين يعدّ 71 عضوا (قياسا مع خر 24 :1، 9؛ عد 11 :16) مع عظيم الكهنة كرئيس له. (د) مكان اجتماع السنهدرين حسب يوسيفوس : الجهة الجنوبية للسور الأوّل، بين كسيستوس (ساحة يحيط بها رواق بعواميد) ورواق الهيكل الغربي أي حيث تقوم اليوم المحكمة القريبة من باب السلسلة. ويستند تحديد هذا المكان الى الاسم الذي تعطيه المشناة لهذه القاعة (لشكة هاجزيت القاعة قرب كسيستوس. بالنسبة إلى جزيت رج 1أخ 22 :2؛ عا 5 :11). ولكن المشناة تحدد موقع هذه القاعة في الزاوية الجنوبية الغربية لرواق الهيكل الداخلي. لهذا تترجم لشكة هاجزيت : رواق المنحوتة : لا يقول الأدب الرابيني إن السنهدرين (المجلس) عقد حلقات في قصر رئيس الكهنة. ولكن هذا ما يفترضه مت 26 :57-60؛ مر 14 :53-64. قد نكون هنا أمام مزيج بين استجواب يسوع في الليل في قصر حنان واجتماع السنهدرين في الصباح (مت 27 :1؛ مر 15 :1؛ لو 22 :66). وقد يكون السنهدرين عقد حلقة نظامية خلال محاكمة يسوع. (هـ) صلاحيات السنهدرين. ارتبطت سلطة السنهدرين الفعلية برئيس الدولة. ففي أيام هيرودس الكبير، كان السنهدرين ظلَّ الملك. في أيام الولاة الرومانيين، كان يشكّل الجسمَ الأعلى للحكم الداخلي، فينظّم بحريّة أمور البلاد الدينيّة والمدنيّة. وكان السنهدرين مجلسَ القضاء الأعلى (يسمّى بيت الدين). ونتساءل : هل كانت له سلطة الحكم بالاعدام في زمن المسيح؟ بعضهم يقول كان له حق بإصدار الحكم وتنفيذه وخصوصًا في المجال الديني. وقال آخرون : يستطيع أن يطبّق هذه الاحكام (الرجم) بموافقة الوالي. وقالت فئة ثالثة : له الحق في أن يجمع المعلومات. ولكن ما يبدو معقولا هو أنه يعلن حكم الاعدام وينتظر موافقة الوالي. بعد سنة 70 ودمار اورشليم وحرق الهيكل، ظلّ السنهدرين موجودًا. فرابي يوحنان بن زكاي اتّفق مع الرومان وأقام محكمة (بيت دين) في يبنة. وتكوّنت مراكز أخرى حول معلّمين مشهورين على شاطئ البحر المتوسط. غير أن "بيت دين" بن زكاي فرض نفسه مع الزمن. فصار من جديد سنهدرين بواحد وسبعين عضوًا، وهاجر إلى أوشه قبل أن يثبت بشكل نهائي في طبرية : هناك استعاد مجمل الوظائف التي كانت له قبل 70 سنة ولكن، ألغاه الامبراطور تيودوسيوس بشكل نهائي سنة 425. 1}
أعلى