هوشع (سفر): هوشع (سفر)
(أ) المضمون. نقسم هو 3 أقسام. 1) خبر زواج هوشع (ف 1-3) تقطعه خطبُ الرب عن علاقاته مع اسرائيل. وتظهر هذه العلاقات على مثال العلاقات بين الرجل وامرأته (ف 2). ان دفتَي الخبر، 1 (خبر في صيغة الغائب) و ف 3 (يتحدّث النبي بصيغة ف المتكلم) تشكّلان إمّا خبراً متواصلا، وامّا خبرين مميزين للاحداث نفسها. فاذا كان ف 1و3 خبرا متواصلا، يكون الوضع كالآتي : تزوّج هوشع امرأة ذات اخلاق دنيئة (جومر). خانته وولدت له ثلاثة اولاد. أعطى هوشع أولاده أسماء رمزية. ثم تركته امرأته وصارت عبدة. فاشتراها هوشع وامتحنها ليرى هل تكون بعد اليوم الزوجة المثالية. يرمز هذا الخبر إلى خيانات اسرائيل تجاه يهوه. كان جدال : هل نحن امام خبر حقيقي أم امام خبر رمزي؟ يبدو أن الخبر حقيقي. وإلاّ فلا معنى للمثل الذي يعطيه النبي لشعبه. 2) اتهامات ضد مملكة اسرائيل، ضد الرؤساء والكهنة والبلاط الملكي، في مجال التجاوزات، في العبادة، وفي سياسة البلاد (4 :1-9 :9). 3) نشيد على ماضي اسرائيل الخاطئ (وخاصة عبادة الاوثان) وتذكير بالخطيئة الحاضرة (9 :10-14 :1). وأخيرا ليتورجية توبة (14 :2-10). (ب) اصل الكتاب. ليس من جدال حول صحّة نسبة هو إلى النبي هوشع. إنما هناك بعض أقوال عن يهوذا ليست في محلها. وتأليف الكتاب : هناك مجموعتان. مجموعة اولى (ف 1-3) تضم كل أقوال النبي عن موضوع الزواج، ونبذة عن خبرة هوشع الزواجية. مجموعة ثانية (ف 4-14) تضم اقوالاً وتشكيات حول الحاضر وتوبيخاً على الماضي. هنا لا يدخل رمز الزواج. ويُظن أن كاتبا ضم المجموعتين وقدّم لهما بخبر اختبارات هوشع في صيغة الماضي (1 :2-8). (ج) التعليم. الموضوع الرئيسي هو حب يهوه لشعبه، وهو حبّ يتجاهله الشعبُ. وإن رمز الزواج يُبرز هذا الحب بطريقة فريدة. فبعد اختيار الله، ظل اسرائيل أميناً مدة قصيرة (نشيد حب الصحراء)، ثم خان ربه المرة بعد المرة. تنكّر الملوك لمبدأ التيوقراطية، فعقدوا علاقات دبلوماسية مع جيرانهم، وجنّدوا الجيوش، ولجأوا إلى وسائل بشرية محضة. يراقب الكهنة الذبائح ويهاجمون الآتين بالسلاح. إنهم جهّال ولا يعرفون أن يعلّموا الشعب. أما الشعب فلا يعرف متطلّبات يهوه : يقترف الجريمة، يعبد عجل السامرة، وتماثيل بعل وعشتار. أما سبب كل هذا، فلأن الشعب ابتعد عن الرب، وما عاد يتعرف إليه. فالذبائح التي يقدمها الشعب لا ترضي الرب. وما يطلبه الله هو المحبة والتعلّق به. رفض اسرائيلُ أن يحب الله وأن يتعلّق به، فحكم على نفسه. لهذا سيعاقب الرب، لا لينتقم، بل من أجل خير شعبه. واذ يحرم عروسه الخائنة من الخيرات التي سُرَّت بها، من الوفر والنجاح السياسي، سيعود بها إلى زمن العهد في البرية، الى وقت الخطوبة وبداية الحب.
1}