قايين: قايين
الحدّاد. في تاريخ البدايات، قايين هو ابن "الرجل" وحواء امرأته. قتل أخاه هابيل (تك 4 :1-6). قتل أخاه حسدًا، لأن الله لم يقبل ذبيحته بينما قبل ذبيحة هابيل. لم يقل الكتاب لماذا لم يرضَ الله عن ذبيحة قايين إلاّ إذا اعتبرنا أن كلمة "شات" (ارتفاع) تعني قبول التقدمة. في هذه الحالة يكون اللوم على حياة قايين وأعماله. والتأويل اليهوديّ قابل دومًا بين شرّ قايين وفضيلة هابيل، وهذه المقابلة نجدها عند يهو 11 (هابيل البار وطريق قايين) و 1 يو 3 :12 يقول : كان قايين من الشرير وكانت أعماله شريرة أما أعمال أخيه فكانت صالحة. وفسّر عب 11 :4 رفض الله لقايين بسبب قلّة إيمانه. عُوقب قايين بسبب جريمته فأقام في أرض نود (اي التيهان)، أي وجب عليه أن يتيه في الفيافي مثل البدو. حماه الله ضدّ ثأر الدم بالعلامة الموشومة على جبهته. نجهل ماكانت هذه العلامة. قد تكون وسمًا يميّز هذه القبيلة عن غيرها وهو موجود لدى البدو. وُلد هذا الخبر عند بني اسرائيل خلال إقامتهم في كنعان. كانوا يعتبرون حياة جيرانهم القينيّين (البدو الموشومين) نتيجة عقاب لخطيئة اقتُرفت في الماضي. في تك 4 :7-24، نجد لائحة القينيّين، وهذا يعني أن جدّهم هو قايين كما ان شيتًا هو ابو الشيتيّين. إنّ خبر قايين بالحضارة التي يفترض (الرعاة والفلاّحون وعبادتهم الخاصة، وإمكانيّة قتل قايين والانتقام لدمه سبع مرات) يفهمنا أنّ السياق الحاليّ ينطوي على نظرة تاريخيّة مغايرة لما نعرف. قد يكون أنّ الكاتب الملهم عاد إلى حكاية جد القينيّين (عد 24 :21؛ قض 4 :11). هذه القبائل البدويّة التي تحالفت مرارًا مع بني اسرائيل (قض 1 :16؛ 4 :17؛ 5 :24)، والتي نجدها في بريّة يهوذا الجنوبيّة (قض 1 :16؛ 1صم 15 : 6؛ 27 :10؛ 30 :29) وفي الجليل (قض 4 :11، 17)، لم تنتقل حقًّا إلى حياة الحضر (إنّ 1أخ 2 :53 يربطها بالريكابيّين). إن خبر قايين خبر ايتيولوجي يعود إلى أصل اسرائيل داخل جماعة من الحضر، ويحاول أن يفسّر حياة القينيّين التائهة دومًا، والوشم القبائليّ الذي يبدو عقابًا على خطيئة. حين عاد الخبر في البيبليا إلى البدايات، خسر رباطاته القينيّة وتعلّق بخبر السقطة (تك 3). إنّ جريمة قايين صورة عن تكاثر الخطيئة، كما في التقليد اليهوهي. فالخطيئة التي جعلت الإنسان ضدّ الله، ما عتّمت أن جعلت الإنسان ضدّ الإنسان. وفي الوقت عنيه وقف قايين بوجه الله الذي سأله عن مسؤوليّته عن أخيه (تك 4 :9-10) وعاقبه عن جرمه، تاركًا له فسحة من النعمة. أمّا خبر نسل قايين (4 :17-24). فيرتبط بصعوبة مع خبر قايين التافه لأنه قتل أخاه (4 :12-16). فقايين هذا صار باني المدن، وأمّنت له امرأته نسلاً (4 :17). والأسماء التي نجدها هنا نجدها في تك 5 (تقليد كهنوتي) مع بعض اختلافات في الكتابة.
1}