• طعام: طعام وشراب إن لفظة "ل ح م" الخبز، تشير إلى الطعام بشكل عام. فالطعام هو في فلسطين رغيف الخبز. في حقبة أنصاف البدو، كان الطعام فقيرًا، ولكنه تحسّن مع حقبة التحضّر، ولا سيّمـا مع الاغنياء، فصار مرفّها، وهذا ما جعل الأنبياء يحذّرون المؤمنين (عا 6 :4؛ إش 5 :11). فالحنطة والعنب والزيتون ( خبز، خمر، زيت) هي المحاصيل الثلاثة الضرورة لحياة الانسان في أرض اسرائيل (مز 104 :15). وبالنسبة إلى البدو، اللبن و العسل هما مثال السعادة (خر 3 :8؛ إر 11 :5). وإذا كان هناك من حُكم على شخص ضد الطعام والشراب، فهو لا يُطلق بالنظر إلى مثال يبعدنا عن المستوى البشريّ، بل هو صوت السخاء والتضامن والعدالة ضد التمتّع الأنانيّ أو الانحرافات التي تحطّ من قدر الانسان. فأخْذ الطعام مناسبة لشكر الله، ولممارسة الاخوّة بواسطة الضيافة، ولخلق جوّ من المصالحة (تك 43 :32-33) وتقاسم الفرح والسلام (تث 8 :3). استعاد يسوع في عشائه الأخير مدلول الطعام المشترك وأبرز أهمّيته. يؤخذ الطعام عادة في وجبتين في النهار (خر 16 :12)، وأهمهما وجبة المساء ساعة تكون العائلة مجتمعة. كانوا يقعدون على الأرض أو على حصيرة أو على جلد المعز والغنم، حول طبق مشترك فيأكلون بأيديهم (را 2 :14). بعد ذلك، ستظهر عند الاغنياء الطاولة والكرسي (1مل 13 :20). في القرن 8 ق.م. تعمّمت عادة التمدّد على أسرّة حول ثلاث جهات الطاولة، مع إبقاء الجهة الرابعة حرّة من أجل الخدمة (عا 6 :4؛ حز 23 :41، هي عادة جاءت من سورية أو فينيقية). وارتبط اغتسال الايدي بالنظافة، بل باهتمام بطهارة دينيّة علّق عليها الفريسيون (مر 7 :3-4) أهمّية كبرى، وهذا ما يفسّر وجود جرار الماء المحفوظة في كل بيت لهذا الاستعمال (يو 2 :6). يقول ربّ البيت مع المدعوين صلاة المباركة على الأكل (مت 14 :19؛ أع 27 :35)، على كل طبق، وفي نهاية الاكل. يأتي الطعام في أطباق من فخار، أو من نحاس وفضّة عند الأغنياء والملك. ويوزّع ربُّ البيت الطعام (1صم 1 :4)، فيأخذ كل واحد حصّته على الخبزة وياكلها بيده. وتوضع الصلصة في طبق فيغمس كل واحد فيها لقمته (أم 26 :15). هناك قواعد التهذيب حول المائدة (سي 31 :21-32 :13؛ 37 :29-31). الطعام هو موضع المقاسمة بمناسبة الولادة والزواج والجنازة والقطاف والحصاد وجزّ الغنم (قض 9 :27؛ 1صم 25 :36). وصارت الوليمة رمز الزمن المسيحانيّ والسعادة في الحياة الأخرى (مت 8 :11؛ 26 :29؛ رؤ 19 :9). ومن أراد أن يكرم مدعوّيه، يرسل إليهم خَدمه، ويغسل لهم أرجلهم حين يصلون (تك 18 :4)، ويصبّ العطور على رؤوسهم (عا 6 :6؛ مز 23 :5)، ويقدّم لهم محلاً يوافق مقامهم (1صم 9 :22). وقد ترافق الوليمة الموسيقى (إش 5 :12) والغناء (2صم 19 :36) والرقص والألعاب (قض 14 :12). أما وليمة العرس فتدوم سبعة أيام (قض 14 :10). وطعام الحداد يلي الجنازة : هو خبز الحداد (إر 16 :7). ماذا يأكل الانسان؟ محاصيل الزراعة (الشعير، الحنطة، العدس، الفول…) ونتاج الحيوان، وما يصيبه في الصيد البريّ والصيد البحريّ. أما الشراب فهو الماء النقيّ والبارد، الذي يشربه الانسان وهو شاكر لله في أرض تعرف الجفاف واليباس (خر 17 :1-2؛ تث 11 :11). وهناك الخمرة التي تُفرح الآلهة (قض 9 :13)، والتي تُمزج مع الماء. والخلّ الممزوج بالماء يزيل عطش العمّال المعرّضين للحرّ (را 2 :14). وهناك شراب الرّمان (نش 8 :2) الذي يُؤخذ وحده أو يُمزج مع الخمر.ق 1}
أعلى