• فرائض: فرائض في شأن الأطعمة حافظ بنو إسرائيل، شأنهم شأن الشعوب القديمة والبدائيّة، على الفرائض الطعاميّة المؤسّسة على التمييز بين الطاهر والنجس. وقد تنوّعت هذه الفرائض في الزمن : مثلاً، حليب الجمل كان يُشرب في زمن الآباء (تك 32 :15). ولكنّه سيصبح لا طاهرًا في لا 11 :4؛ تث 14 :7. فالإنسان الذي يأكل طعامًا نجسًا يصبح نجسًا. لهذ حُرِّم مثل هذا الطعام. (1) تحريم الدم. منذ عهد قديم جدًّا حُرِّم أكل الدم (تك 9 :4؛ لا 19 :26؛ 1صم 14 :32-35). فالدم هو النفس أو مركز النفس والحياة (تك 9 :4؛ تث 12 :23؛ لا 17 :12). والسبب الأصلي هو الخوف من مزج نفس الإنسان بنفس كائن غريب. ومن هنا الخطر. وبرّر لا 17 :11 هذا التحريم فقال إنّ الله جعل الدم من أجل التكفير. (2) تحريم الحيوانات التي ما سال دمها. يحرَّم أكل لحم حيوان مات أو مزّقته الوحوش، فما سال دمه (لا 11 :39-40؛ 17 :15؛ تث 14 :21. يُسمح به للغرباء). كما يمنع لمسه (لا 11 :39؛ 17 :15). والدم يجعل الأطعمة نجسة أيضًا والشراب، إن هو لامسها (لا 11 :34). يحرّم خر 21 :28 أكل لحم ثور ذُبح بعد أن قتله البشر. (3) تحريم الحيوانات النجسة. لا يستطيع الإنسان أن يأكل لحم حيوانات نجسة (لا 11 :1ي؛ تث 14 :3-9). وتعتبر نجسة، البهائم ذوات الأربع ما عدا المجترّ منها وغير مشقوق الظفر. وكل الحيوانات المائيّة ما عدا ما له زعانف وفلوس. والنجس من الطير هو : النسر، الانوق، العقاب، الجرأ، الصدى، الغراب، النعام، الخطّاف، السأف، البازي، البوم، الرهج، الباشق، الشاهين، القوق، الرخم، الصقر، الببغاء، الهدهد، الخفّاش. وكل حيوان مجنّح ما عدا الجراد، وكل حيوان زاحف كالخلد والجرذان والحرباء... (4) تحريم بواكير الثمار. يمنع أكل الثمار من الشجر في السنوات الثلاث الأولى (لا 19 :23-25). (5) تحريم شحم الذبائح (لا 17 :22). فهو يقدّم لله. نستعمل شحم حيوان ممزّق ولكن لا نأكله (لا 17 :24). وأجزاء الذبائح التي لا تقدّم الا لله ولا تعود إلى الكاهن، لا يمكن أن تؤكل في مكان لا مقدس. (6) تحريم الأطعمة المنجّسة. إن لمس طعامُ جثةً في البيت صار نجسًا (تث 26 :14؛ رج هو 9 :4). وتُعتبر نجسة الأطعمة الآتية من أرض غريبة (عا 7 :17؛ هو 9 :3)، وتلك التي يأكل منها (أو يشرب) اللايهود (دا 1 :8). هدّدت شريعة موسى بأقسى العقوبات من يأكل الدم (لا 17 :10-14). وفرضت طقس تطهير على من يأكل أو يلمس حيوانًا نجسًا أو ميتًا (لا 11 :24-28، 39-40). في زمن المكابيّين، فضّل بعض اليهود الموت لئلاّ يتجاوزوا الفرائض الطعاميّة (2مك 6 :18-31؛ 7 :1ي). في زمن العهد الجديد، فُسّرت الفرائض الطعاميّة ومُورست بشكل دقيق جدًّا (أع 10 :14). والفرّيسيّون كانوا يغسلون أيديهم بعناية كبيرة (مت 15 :2؛ مر 7 :3-4). ويغسلون الأطباق أيضًا (مت 23 :25؛ مر 7 :4) لئلاّ يأخذوا شيئًا نجسًا ولا يلمسوه. ومع أنّ يسوع ألغى التمييز بين الطاهر والنجس (مت 7 :20-33)، ظلّ المسيحيّون المتهوّدون متمسّكين بالفرائض الطعاميّة. وسَيفرضُ قرارُ الرسل على الوثنيّين المهتدين من أنطاكية وسورية وكيليكية الامتناع عن اللحم المذبوح والدم والمخنوق (أع 15 :28-29). لم يطبّق بولس هذا القرار في جماعات كورنتوس (1كور 8) وغلاطية (غل 2 :19) وكولسي (كو 2 :21). هناك كنائس يونانيّة حافظت على هذا القرار حتى القرن التاسع. 1}
أعلى