تدمر: تدمر
مدينة في صحراء سورية. تقع إلى الشمال الشرقيّ من دمشق على منتصف الطريق بين دمشق والفرات. مدينة قديمة وقد ذُكر أهلها في الكتابات المسماريّة في القرن 19 و18. منذ بداية القرن 12 هاجم تغلث فلاسر الأراميّين الذين كانوا يحتلّون المدينة. هناك مقطعان في التوراة (1مل 9 : 18؛ 2أخ 8 : 4) وتقاليد محلّية تقول إنّ سليمان شيّد أبنية في تدمر. ولكن يبدو أن هناك التباسًا في الأسماء لأنّ تدمر لم تدخل في التاريخ إلاّ بعد الاسكندر. ضُمّت إلى المملكة السلوقيّة وتأثّرت بالحضارة الهلينيّة فصارت اليونانيّةُ لغتَها الرسميّة. وفي أيام الرومان، اتّخذت تدمر أهميّة كبيرة بعد أن صارت على الطريق التجاريّة بين الشرق والغرب. تصل البضاعة إلى الخليج الفارسيّ، عبر دجلة والفرات، ثم تُنقل على ظهور الجمال. في عهد هدريانس (117-138)، وصلت تدمر إلى أوجها، ولكنها لم تعرف أمجد أيامها إلاّ في القرن الثالث. ضعُفت رومة بفعل البرابرة والدسائس الداخليّة، فنعمت المناطق الحدوديّة (بالنسبة إلى الامبراطورية الرومانيّة) بحريّة التحرّك بل ببعض الاستقلال. كان أذينة ابن عائلة قويّة فصار حاكم سورية بقرار من الإمبراطور فاليريانس. وحين هزم سابور الأول ملك فارس الساسانية فاليريانس سنة 260، هاجم أذينة الفرس ووصل إلى عاصمتهم المدائن على الفرات. ثمّ أخذ لقب ملك، واحتلّ بلاد الرافدين من الفرس بين سنة 262 و264. لما قُتل أذينة في حمص مع ابنه، سنة 267، ترك السلطة لابنه وهب اللات وامرأته زنوبية فسمّت ابنها أوغسطس وسمّت نفسها أوغسطة. ولكن هذا الحالة لم تدُم. فجاء اوريليانس واستعاد سورية من زبدا القائد التدمري في معركة حمص، وحاصر تدمر، واقتاد زنوبية أسيرة إلى رومة سنة 272. على مستوى الاراميين، تشير النصوص الاشوريّة أنهم أقاموا في تدمر، في نهاية القرن الثاني عشر وحقبة تدجين الجمال. وهكذا صارت الواحة محطّة هامة للقوافل بين سورية وبلاد الرافدين. وعلى مستوى الفينيقيين، كان تأثير على مستوى الدين، لا سيّمـا مع بعل شميم (بعل السماوات) مع رشف وإيل مالك الأرض. ووجود معبد لبال حامون يقابل بعل هامون الفينيقي. وعلى مستوى اليهود، نعرف أن جماعة يهوديّة أقامت في تدمر في القرن الأول ب.م. ويشير التلمود مرارًا إلى تدمريّين اعتنقوا الديانة اليهوديّة دون أن يقطعوا كل رباط بالعبادات المحليّة.
1}