مردوك: مردوك
في النص الماسوري : مروداك. في الأصل إله مدينة بابل. وبسبب العلاقات السياسية بين بابل واريدو، كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت الارض يسمى افسو) الذي يُعبد في اريدو. حين أسّس الاموريون حوالي سنة 1830 اول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة. وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت. فاستطاع علماء بابل أن يبرِّروا ارتفاع مردوك. فحسب فاتحة دستور حمورابي، اعطى انو (الاله السامي في البنتيون الاكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد) مردوك المُلك الابدي على كل المائتين، ومنحاه المقام الأول بين كل آلهة السماء. وتعطي السببَ لذلك مَلحمةُ الخلق انوما اليش : تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش والفوضى الأولى) وانتصر عليه. فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد). وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال (إش 46 :1؛ ار 50 :2؛ 51 :44؛ رس إر 40؛ 4؛ دا 14 :1-22). كان هيكله الرئيسي : اي ساغ ايلا (البيت الذي يرفع الرأس) في بابل مع البرج المشهور : اي تمن ان كي (بيت اساس السماء والارض برج بابل) وباب الشرق المقدس الذي كان مقفلا طوال السنة، ولكن كان يُفتح بضعة ايام خلال الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك ونبو (رج حالة مماثلة في حز 44 :1-3). نشير هنا أنه في القرن 12 ق.م.، صار نبو (أو "المدعّو") ابن مردوك الذي كان في الأصل إلهًا من الدرجة الثانية في بابل، إله بوسيفة. عُرف هذا الاله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة. في القرن 6 ق.م. كاد يكسف أباه مردوك، بل منذ بداية القرن 8 إذ نقرأ مدوّنة أشورية : "أيًا كنتَ في المستقبل، إتَّكلْ على نبو، ولا تتكل على إله آخر". زوجة نبو هي "تشماتو" أي الاستجابة. اكبر أعياد مردوك كان عيد السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي (رس إر :3) إلى اكيتو (بيت الاعياد) الواقع خارج المدينة. وكان يتم الاحتفال بتلاوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه. وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت مصير البشر والالهة للسنة القادمة. وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب، ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صرفانيتو (يجمع تمثاله وتمثالها او يتجامع الملك مع احدى الكاهنات). وكان هذا الطقسُ الشرطَ الضروري لحفظ الحياة على الارض. هناك تضامن بين مردوك وبابل يعبر عنه إش 46 :1؛ ار 50 :2؛ 51 :44؛ رس إر 6؛ دا (يو) 14 :1-22. كل هذه النصوص تدلّ على ضعف مردوك وضعف تمثاله. هذه امثلة عن الهجوم اليهودي على عبادة الاصنام. إن التوراة تذكر مردوك والامر واضح بسبب العدد الكبير من اليهود في بابل. ولكنهم اذ هاجموا مردوك هاجموا ايضا كل اشكال عبادة الاوثان. هل عبد يهود فلسطين او الفنتين مردوك؟ لا شيء يشير إلى ذلك رغم وجود اسماء تتيمّن بمردوك مثل مردخاي.
1}
