روش هاشنه: روش هاشنه
1) رأس السنة عند اليهود. كان العيد في الأزمنة القديمة يمتدّ يومًا واحدًا. أما اليوم فيعيّد في 1-2 تشري (أي أيلول، تشرين الأول). يدلّ على بداية عشرة أيام من التوبة تجد ذروتها في يوم الغفران العظيم، يوم كيبور، يوم التكفير. حسب المشناة (روش هاشنه 1 :1)، بعد الكلندار (الروزنامة) اليهودي، هناك أربع بدايات السنة : الأول من نيزان : رأس سنة الملوك (ابتداء من ذلك الوقت تعدّ سنوات ملك من ملوك اسرائيل). الأول من أيلول : كانوا حينذاك يقتطعون العشر على الحيوان. الأول من شباط (حسب شماي) أو 15 (حسب هلال) : السنة الجديدة للاشجار (من ذلك الوقت يُحسب عمر الشجرة). وسوف يأخذ التقليد بالخامس عشر من شباط. الأول من تشري : السنة الجديدة التي ننطلق منها لكي نحسب اليوبيلات والسنوات السبتيّة. ولكن مع الوقت، الأول من تشري هو وحده عيد "رأس السنة". لا ترد عبارة "السنة الجديدة" (روش هاشنه) إلا مرّة واحدة في التوراة (حز 40 :1)، فتدلّ في الظاهر على بداية السنة، وإن لم يكن المعنى واضحًا. يُسمّى هذا العيد في البنتاتوكس "شباتون" (أي يوم راحة احتفالي). في اليوم الأول من الشهر السابع، يُنفخ في البوق (لا 23 :24). لهذا سُمّي "زكرون تروعه" أو تذكّر البوق. "يوم تروعه" (عد 29 :1) يوم هتاف البوق. وسوف يعطي الحكماء هذا العيد اسمين : يوم الدين أو يوم الدينونة، يوم التذكّر، الذي فيه يتذكّر الله خلائقه. إن عبارة "يوم الدين" هي رابينيّة. وقد توسّعت فيها المشناة في المقال "روش هاشنه". بحسب هذا المقال (1 :2)، تمرّ البشريّة كلها أمام الله كقطيع من الخراف أمام الراعي. وقد فسّر التلمود هذه الفكرة مشدّدًا على أن رأس السنة هو مناسبة فحص ضمير على ضوء التعليم والحكماء في المشناة الذين صوّروا مشهدًا احتفاليًا (روش هاشنه 16أ) حيث ينتظر الرجال والنساء أن يُدانوا أمام عرش الله (أما الحكم النهائي فيعلن في يوم الغفران العظيم). تخيّلوا ثلاثة سجلاّت محفوظة في السماء (16ب) : الأول للأبرار. يسجّلون حالاً في "كتاب الحياة". الثاني للاشرار المتجذّرين في الشر. يسجّلون حالاً في "كتاب الموت". الثالث للناس العاديّين، الذين ليسوا في العمق أشرارًا ولا أخيارًا. سيكون مصيرهم في الميزان في يوم كيبور. لهذا تُسمّى أيامُ روش هاشنه وكيبور الأيام الرهيبة. هذه المواضيع تنعكس في ليتورجية المجمع كما في الاحتفالات بالعيد في العائلة. في تلك الايام، يكون لباسهم الابيض، رمزًا إلى رغبة الناس في التقرّب من الله متطهّرين من خطاياهم. أما قمّة الاحتفالات فتكون ساعة يُنفخ في البوق. وبما أن عيد رأس السنة هو عيد احتفالي أكثر منه عيد الفرح، فهم لا يتلون "هلل"، بل ينشدون "قديش" (أي قدّوس وهي صلاة أراميّة تطلب تقديس اسم الله) على ألحان تقليديّة، وعددًا من الأناشيد الروحيّة. 2) المقال الثامن في نظام موعد في المشناة (رأس السنة). تعالج فصوله الأربعة بشكل رئيسيّ موضوعين اثنين : الشرائع التي بحسبها تحدّد المحكمة اليهوديّة القمر الجديد (أو الهلال)، والتي تتعلّق بالنفخ بالبوق (شوفار) من أجل عيد رأس السنة مع المباركات التي تقال في هذه المناسبة. كلّ هذا سيتوسّع فيه التلمودان وتوسفتا.
1}