حويلة: حويلة
رج تك 2 :1-14. منطقة يحيط بها نهر فيشون الغنيّ بالذهب والمقل والجذع وسائر الحجارة الكريمة. بحث العلماء عن حويلة في الهند والأفضل أن نبحث عنها في النصوص الكتابيّة. في لائحة الشعوب (تك 10 :29؛ 1أخ 1 :32) حويلة هو ابن يقطان. إنّه مع سبأ وأوفير قبيلة في الجنوب العربيّ. وفي تك 10 :7 و1أخ 1 :9، حويلة هو ابن كوش. إنّه مع سبأ قبيلة في الشمال العربيّ. في تك 25 :18 حويلة هي مساكن بني اسماعيل. وفي 1صم 15 :7 مساكن بني عماليق. هل نحن أمام منطقتين تحملان الاسم عينه، أم أمام منطقة واحدة؟ ما يجب أن نرى في كل هذا، هو العلاقات الوثيقة بين ساميّي جنوب الجزيرة العربيّة والحاميّين المقيمين في الجهة المقابلة من البحر الأحمر. وها نحن نحاول تحديد موقع هذا المكان انطلاقًا من معطيات أربع. الأولى، نقرأها في تك 25 :18 : "من حويلة إلى الجدار (شور سور) الذي شرقيّ مصر" رج 1صم 15 :7 في معرض الحديث عن عماليق. هذا يدلّ على أنّ حويلة هي منطقة قريبة بعض القرب من البحر الأحمر. فالجدار (أو السور) المذكور هنا هو جدار الأمير الذي بناه امينيميس الأول (1991-1962) على مدخل وادي توميلات ليردّ الهجومات الاسيويّة. الثانية، نقرأها في تك 10 :7؛ 1أخ 1 :9 : إنّ حويلة هي من نسل كوش (النوبة). وهذا ما يفهمنا أننا نجد هذه المنطقة جنوبيّ جزيرة سيناء، على الشاطئ الغربيّ للبحر الأحمر. هذا ما يستبعد كلّ تقارب مع اسم القبيلة "ح و ل ة" المذكورة في المدوّنات، ومع اسم مدينة حايل في النفود، في شمالي العربيّة السعوديّة، ومع اسم خولان، وهي قبيلة سبأيّة أقامت في ما يُسمّى اليوم اليمن الشمالي. الثالثة، نقرأها في تك 10 :29؛ 1أخ 1 :23، في لائحة الشعوب التي تضمّ حويلة إلى أوفير. عُرفت هاتان المنطقتان بنتاج الذهب. إنّ تك 2 :11 يقول إنّ "فيشون يحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب". ويبدو أن فيشون هو المحيط الكبير الذي يحيط بالعالم المعروف. فافترض الشرّاح أنّ العبارة تنطبق بشكل خاص على مياه مصر في الشرق والجنوب، أي فروع النيل الشرقيّة والبحر الأحمر. وكان المصريّون يقولون إنّ هذه المياه كانت تأتي وتمتزج بمياه النيل في الجنوب فتكوّن "المحيط العظيم" الذي يحيط بصحراء مصر الشرقيّة وصحراء النوبة. إذن، بلاد الحويلة هي من الجهة الأفريقيّة لبحر الأحمر. فقد وُجد هناك الذهب والجزع المذكور في تك 2 :12. فمناجم الذهب في جزيرة النوبة كانت وافرة في الشرق القديم، فأعطت اسمها للمنطقة. فلفظة "ذهب" هي في المصريّة "ن و ب" وفي القبطيّة : نورب. الرابعة نقرأها في "رحلة البحر الأحمر" التي كُتبت في القرن الأول ق.م. وتحدّثت عن مرفأ افريقي (اولتيس) في مضيق باب المندب. هو اليوم دير إيوا في أرض جيبوتي الذي يحتفظ بأثر واضح للاسم القديم. تصوّر "الرحلة" النشاط التجاريّ لهذه الرحلة، وتذكر أنّ أهل البلاد كانوا يجتازون المضيق على السفن. وفي الختام، نستطيع أن نقول إنّ "حويلة" هي الاسم السامي لصحراء النوبة والمناطق الواقعة في الجنوب، بين النيل والبحر الأحمر. لهذا حُسبت الحويلة بين أبناء كوش (تك 10 :7؛ 1أخ 1 :9)، وأحاط بها فيشون (تك 2 :11). هي بلاد مناجم الذهب، فذُكرت مع أوفير (تك 10 :29؛ 1أخ 1 :23). هكذا نفهم لماذا جعلت الحويلة في نسل يقطان في تك 10 :29؛ 1أخ 1 :23.
1}