هليوبوليس: هليوبوليس
الاسم اليوناني (مدينة الشمس) للمدينة المصرية المعروفة (في العبرية : أون، في المصرية : أونو، في الاكادية : أونو أو أنو) التي بقيت منها بعض الخرائب على بعد 10 كلم إلى الشمال من القاهرة قرب المطرية الحالية. يدلّك الدليل هناك على جميزة استراحت تحتها العائلة المقدسة حين هربت إلى مصر. في العهد السابق للتاريخ، كانت هليوبولييس عاصمة مصر السياسية. في الزمن التاريخي، لعبت دورًا دينيًا وثقافيًا هامًا، لأنها كانت مركز عبادة الاله اتون الذي امتزج مع سائر الالهة : اتوم، خفري، هرختي اتون. في عهد السلالة الخامسة فرضت نفسها في كل مكان بالافكار اللاهوتية التي وزّعها كهنة هليوبوليس، وتوصل الحجر بنبن والثور المقدس منافيس على الثبات حتى آخر مراحل التاريخ. وكانت المسلة ايضا رمزًا شمسيًا. وقد كانت المسلات عديدة، اثنتين اثنتين. في هليوبوليس بقيت مسلة سيسوستريس الاول (بداية القرن 20 ق.م. علو : 20م). في أيام هيرودوتس (منتصف القرن 5 ق.م.) وبالاحرى في زمن الانبياء، كانت المدينة قائمة وكان هيكلها ومدرستها مشهورين حتى لدى اهل اليونان. في ايام سترابون (القرن الاول ق.م.) كانت هليوبوليس خربة. عُرفت هليوبوليس في فلسطين. فذُكرت في تك 41 :43، 50 (أون)؛ 46 :20، حيث يشير كاتب خبر يوسف إلى أن فوطيفار رع كان كاهن هليوبوليس (معنى اسمه : ذاك الذي أعطى قلب رع). وإلى هليوبوليس يعود إش 19 :18 حيث نقرأ "عير ها حارث" (مدينة الشمس) مع نص إشعيا في مغارة قمران الاولى، مع سيماك والشعبيّة اللاتينيّة. تبدو هليوبوليس هنا كإحدى المدن الخمس التي سترجع إلى يهوه. وأعطى إر 43 :13 هذه المدينة اسم "بيت شمش" (بيت الشمس) فأعلن أن نبوخذنصر "سيكسر أعمدة (المسلّات) بيت الشمس". وتطلّع حز 30 :17-18 إلى قتْل وسبي سكان هليوبوليس "التي ستنتهي كبرياؤها". إن كانت هذه الانباءات المتشائمة لم تتحقّق، إلاّ أن هذه النصوص تبقى مهمّة لأنها تدلّ على أن يهوذا عرف عظمة هليوبوليس ومسلاّتها التي وُلدت من عبادة حجر انتصب بشكل عجائبيّ فحطّت الشمس عليه عند شروقها. والجدير بالذكر أن عادة رفع المسلاّت انطلقت من هليوبوليس فوصلت إلى سائر أنحاء مصر.
1}