هابيل: هابيل
هبل في العبرية : البخار، النسمة العابرة، الشيء الفارغ. الباطل (جا 1 :2). أبلو في الاشورية، ايبلا. في السومرية : الابن. بعضهم ربط الاسم بـ "يبل" او سائق القطيع. هذا الاسم اعطاه الكاتب الملهم الذي انطلق من مأساة الخطيئة (تك 4 :3-8). هو الابن الثاني لآدم وحواء، والاخ الثاني لقايين. كان راعيا، فقدّم من قطيعه ذبيحة للرب، بينما قدّم أخوه من غلة الارض. قبلَ الربُّ ذبيحة هابيل ولم يقبل ذبيحة قايين. والسبب هو أن التقليد الاسرائيلي القديم فضّل حياة الرعاة القريبة من حياة الآباء على مدنيّة الحضر المزارعين. حسد قايين أخاه فقتله. وهكذا بعد أن دخلت الخطيئة إلى العالم، دخل الموت أيضا بواسطة قايين (رو 5 :12). يشدّد العهد الجديد على الطابع النموذجي لحياة هابيل. يسميه مت 23 :35 و 1 يو 3 :12 البار والشهيد الاول. وتقدّمُه عب 11 :4 كمثال للايمان (رج لو 11 :49-51؛ عب 12 :24). رأى آباء الكنيسة في هابيل صورة عن يسوع المسيح. فحياته البريئة، وصفته كراع، والحسد الذي أثارته فضيلته، وذبيحته التي قبِلَها الله، وموته من اجل البر، كل هذا يجعله قريبا من يسوع المسيح. إن الخبر الذي نقرأ في تك 4 :1ي، ينتمي في الاصل إلى تاريخ القينيين، لأنه يفترض مدنيّة متطورة وشعائر عبادة ووجود أناس يستطيعون أن يلاحقوا قايين، وحضور عشيرة تدافع عنه. انطلق الكاتب اليهوهي من هذا الخبر بعد ان اقتطعه من اطاره، وعاد به إلى أصول البشرية وأوائلها، فأعطاه بُعداً عاما. فبعد ثورة الانسان على الله، ها هو صراع الانسان ضد الانسان. كل هذا سينتظر الوصيتين المتكاملتين : أحبّ الله بكل قلبك، وأحبّ قريبك مثلما تحب نفسك (مت 22 :37-40). يورد القرآن خبر ابني آدم، دون ان يذكر اسم هابيل وقابيل ويقول : واحد قتل الآخر حسدًا : رُفضت ذبيحته لشرها، وقُبلت ذبيحةُ أخيه. ولقد علّم الله القاتلَ الاول كيف يدفن جثة ضحيته إذ أخرج غراباً يحفر الارض. وبسبب هذا القتل الاول، أعلن ان من حرم انسانًا بريئًا من الحياة يكون وكأنه قتل البشرية كلها.
1}