كركميش: كركميش
هي جرابلس اليوم. تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات. بدأ التنقيب فيها سنة 1911. وُجدت أخبار كركميش في نصوص ايبلا من الالف الثالث ق.م. وفي نصوص ماري من القرنين 19 و 18 وفي النصوص الحثيّة بين القرن 14 وأواخر القرن 13. كانت كركميش مستوطنة كبيرة في عصر تل خلف (الالف 7، 6 ق.م.). أصبحت مدينة محصَّنة في مطلع الالف الثاني. احتلها الحثيون مرارًا ووصلت إلى القرب منها جيوش تحوتمس الثالث. تهدَّمت على يد شعوب البحر حوالي 1200 ق.م. ولكن أعيد بناؤها من جديد. احتلها الاشوريون سنة 717 ثم دمرَّها نبوخذ نصر سنة 605. هذه المدينة الواقعة على الحدود التركيّة الحاليّة، والمذكورة في نصوص مكتوبة من سنة 2400 إلى سنة 600، قد زالت لتُبنى من جديد في العهد الهلنستي باسم "أوروبوس". تحدّثت وثائق ايبلا عن "كار-كميش" (رج الاله كاموش). هذا يعني أنّ المدينة اشتهرت بتجارتها وضمّت شعوبًا ساميّة. ولكن في القرن 18 هذا وفي زمن ماري، كان اسم الملك اسمًا لوفيا : بلا خندا أو بلا خنتا (أابلاخندا، مع الألف). أما ابنه يترعمّي فاسمه اسم ساميّ. في منتصف الألف الثاني، ارتبطت كركميش بحلب، بالحثيّين، بالميتانيّين. ومرّت فيها سنة 1520 وسنة 1473 جيوش تحوتمس الأول وتحوتمس الثالث. وسنة 1352، احتلّها شوفيلوليوما وجعل منها مركز نائب الملك الحثيّ في سورية الشماليّة. ولعبت كركميش هذا الدور حتى نهاية حكم الحثيّين، فسيطرت على أوغاريت وعلى إيمار. بالرغم مما حدث لأوغاريت وحتوسة (عاصمة الحثيّين)، فقد ظلّ الحثيّون أو النيوحثيّون يحكمون كركميش حتى سنة 717، يوم استولى عليها سرجون الثاني الأشوري. إلى هذا يلمّح إش 10 :9 (كلنو مثل كركميش، وحماة مثل أرفاد، والسامرة مثل دمشق). وكانت الأهميّة التجاريّة للمدينة كبيرة، بحيث ظلوا يستعملون، في سورية الشماليّة وبلاد الرافدين العليا، قياسات وأوزان كركميش. وارتبطت نهاية المدينة بتدخّل مصريّ سنة 610-605، توخّى تخليص أشورية. زحف الجيش المصريّ، وما استطاع الملك يوشيّا اليهوذاويّ أن يوقفه (2أخ 35 :20؛ رج 2مل 23 :29)، فجعل مركز القيادة في كركميش (هذا ما دلّت عليه الحفريّات، منها ختم بساميتيك الأول، 664-610، وختم نكو الثاني، 610-595، وبعض الأرشيف المصريّ). انتصر نبوخذ نصر البابليّ على المصريّين، واحتلّ المدينة، ولاحق الجيش المصريّ حتى حماة. هذا ما يلمّح إليه القول النبويّ في إر 46 :2-12. وعاد نبوخذ نصّر إلى المدينة فدمّرها. ولن تقوم من دمارها إلاّ بعد ثلاثة قرون من الزمن.
1}