• سفروايم: سفروايم مدينة سورية احتلها سنحاريب ملك أشورية كما احتل حماة وأرفاد (2مل 19 :13 اش37 :13). أمام الهجوم الأشوري بدت الهة سفروايم (ادرملك وعنملك اللذان لهما قدَّم سكان المدينة أبناءهم : 2مل 17 :31) ضعيفة وعاجزة (2مل 18 :34 إش 36 :19). نُقل سكان سفروايم إلى السامرة مكان السامريين الذين أجلوا عن أرضهم (2مل 17 :24). هذا ما تقوله التوراة. فماذا في النصوص الأخرى؟ أخذ الاسم العبري (س ف ر و ي م) من الأشوريّة الحديثة، ووجب أن يُلفظ "سفريّيم". اختلفت النسخات اليونانيّة فما استطاعت أن تكون لنا عونًا. نبدأ فنشير أنّ "سفروائيم" ليست سبرائيم المذكورة في حز 47 :16، والتي هي موقع بسيط على الحدود بين دمشق وحماة. كانت أرض شوبرية واقعة في أناتولية الشرقيّة شمالي ديار بكر وغربيّ بحيرة وان. في القرن 13 ق.م. تحدّثت الحوليّات الأشوريّة عن هذه المنطقة المسمّاة شوبارو. ولكن منذ القرن 11، سمّتها شوبريّة. أمّا أهمّ المدن فيها : أوبوما، العاصمة الملكيّة، كلمار ( كلمد في التوراة)، المدينة التجاريّة المذكورة في حز 27 :23 ( ك ل م د). كانت شوبريّة منطقة عازلة بين أورارتو وأشورية. فاجتاحها الأشوريّون مرارًا. سنة 673/672، خاف أسرحدّون من هجمة جديدة لأورارتو حيث لجأ قاتلا سنحاريب (2مل 19 :37؛ إش 37 :37؛ طو 1 :21)، فقرّر أن يحتلّ شوبرية. والرسالة إلى الإله (الطويلة) التي أهداها لأشور بعد حملته المنتصرة، تفصِّل أحداث هذه الحملة، وسقوط العاصمة أوبوما، وسبي السكان، ودمج جيش شوبرية في الجيش الأشوريّ. ومع أنّ "الرسالة إلى الإله" لا تذكر المدن الأشوريّة التي إليها أجلي الأسرى، فنحن لا نشكّ بالحاشية التي نقرأها في 2مل 17 :24 على المستوى التاريخي، والتي تتحدّث عن نقل سكان شوبرية إلى السامرة، وفرق العسكر إلى هذه المنطقة. قد يكون كل هذا حدث سنة 736/726، أي السنة التي فيها احتلّ الأشوريّون شوبرية أو بعد ذلك الوقت بقليل. إذن، حين ذُكرت سفروائيم في 2مل 18 :34؛ 19 :13؛ إش 36 :19؛ 37 :13، بدا هذا التذكّر في غير محلّه، لأنّ سنحاريب حاصر أورشليم سنة 701 ق.م. ذكر 2مل 17 :31؛ 18 :34؛ إش 36 :19 آلهة شوبرية. وسمّوا في 2مل 17 :31 : ارملك، عنملك. بما أنّ الحديث يدور حول ذبائح الأطفال مع الإله مولك، فيبدو أنّ النصّ كان في الأصل "ل م ل ك". ذبيحة لملوك. وجاء المدوّن فظنّ أنّه أمام اسم الهين. وأضاف "هدد" (ادرمّلك، الذي صار أدر) و "ع ن ت". لا نعرف إن كان سكّان شوبرية يقدّمون ذبائح بشريّة في أرضهم. ولكن 2مل 17 :32 يدلّ على أنّهم كانوا يعبدون يهوه، محرقين أطفالهم، كما كان يُفعل في أورشليم في الوقت عينه. حسب "الرسالة إلى الإله" التي دوّنها أسرحدّون، الاهة شوبرية العظمى هي "ف ر غ. غ ل"، وهو اسم لا نعرفه. أما ابنا ملك شوبرية اللذان يلمّح إليهما 2مل 19 :13؛ إش 37 :13، فيرتبطان بالآلهة. الأول بـ "س هـ ر"، الإله القمريّ عند الأراميّين. والثاني بـ "ت ش و ب" إله الصاعقة لدى الحوريّين وأهل أورارتو. ولكن أسماء هذه الأماكن لا ترتبط أي ارتباط بالأسماء المذكورة في 2مل 17 :31. 1}
أعلى