بواكير: بواكير
في العبريّة "بكوريم" أو "ريشيت" أو "رأس الثمر، أوّله، أفضله"، وقد نجد "ريشيت بكوري"، أول، أفضل البواكير (خر لله23 :19؛ 34 :26؛ حز 44 :30). مورست هذه الشعيرة لدى معظم الشعوب القديمة، أي تقدمة أولى الثمار الزراعية، فبدت عرفان جميل وشكرًا يدلّ على سلطان الله المطلق : هو سيّد الأرض، وينبوع الخصب. وقد يكون شعب اسرائيل أخذ بهذه الشعيرة، كما أخذ بشعائر أعياده الكبرى، من الشعوب التي أقام معها في كنعان وأخد عنها العادات الزراعيّة. ماذا تقول الفرائض البيبليّة في هذا المضمار؟ إن الكودكسات القديمة من يهوهيّة والوهيمية، تذكر تقدمة البواكير، وتفرض على المؤمن أن يحفظ "عيد الحصاد وبواكير الحنطة وعيد جمع الغلة" (خر 34 :22، اليهوهي). وأن "يحمل إلى بيت الربّ أوائل بواكير أرضه" (خر 23 :19؛ 34 :26). وهو لا يحدّد بشكل آخر الغلال التي يقتطع ولا الكمية التي يأخذ. وجاء التشريع الاشتراعي أكثر وضوحًا، ففرض على المؤمن أن يعطي الكهنة (يخدمون في المعبد الوحيد، أورشليم، تث 12) "بواكير الحنطة والخمر والزيت، وجزّ الغنم" (تث 18 :4). كما قدّم كتاب طقوس (تث 26 :1-11) يرافقه اعتراف إيمان (آ5-10) يربط تقدمة البواكير بعطيّة الأرض الموعود بها. والدستور الكهنوتي يتحدّث عن البواكير في طقوس عيد الاسابيع (لا 23 :17، 20)، و "يوم البواكير" (عد 28 :26) والقربان (لا 2 :14). يُفرض فوق ذلك باكورة العجين (عد 15 :20) التي يزاد عليها الغلّة الأولى في الأشجار المثمرة، غلّة السنة الرابعة (لا 19 :24). ويجعل كل هذا (رج تث 18 :4؛ حز 44 :30) في مداخيل الكهنة (عد 18 :12-13). واستعمل بولس الرسول اللفظة في المعنى الاستعاري فاعتبر استفانوس باكورة أخائية، أي "أول من آمن بالمسيح" في كورنثوس التي هي عاصمة آخائية (1 كور 16 :15). هل طُبّق هذا التشريع حول البواكير؟ لا نملك شهادات عديدة تقول لنا كيف طُبّق هذا التشريع في الواقع. وإجراء (غير واضح) نحميا (نح 13 :13)، والتزام الشعب بأن يحمل إلى الهيكل البواكير للكهنة (نح 10 :36، 38)، يجعلاننا نفهم أن التراخي يسيطر في دفع المتوجّبات (ملا 3 :8) في زمن الهيكل الثاني. وهذا ما يخفّف من الوصف المثالي الذي قدّمه المؤرخ الكهنوتي في نح 12 :34، 47؛ 2أخ 31 :5-19. ولكن تقدمة البواكير للكهنة ظلّت أمرًا معمولاً به في الأوساط التقيّة من العالم اليهوديّ (خر 1 :6، هو يطبّق تث 18 :4؛ سي 7 :31؛ 35 :7؛ 45 :20؛ يه 11 :13؛ 1مك 3 :49).
1}
