• قرطاجة: قرطاجة في الفينيقيّة : ق ر ت. ح د ش ت : المدينة الجديدة، الحديثة. في اليونانيّة "كركيدون" (لهذا صار خلط في حز 38 :13 حسب اليونانيّة). في اللاتينيّة : كرتاغو. في العبريّة التلموديّة : قرطغني. في العربيّة : قرطجنّة. حسب معطيات تيماوس، أسّست قرطاجة سنة 814/813 أو 813/812 ق.م. وحسب شهادة إجماعيّة من الكتّاب القدامى، أسّسها مواطنون من مدينة صور. أمّا السبب الذي فرض اختيار مكان قرطاجة، فموقعها الموافق للتجارة والدفاع. في البداية، كان على قرطاجة حاكم (س ك ن) يعمل باسم ملك صور. في القرن 7-6، تحرّرت قرطاجة سياسيًّا. وحلّ الملك (م ل ك) محلّ الحاكم (س ك ن) الصوري. في القرن 6 حلّ محلّ الملك "قاضي" (ش ف ط). بعد حقبة من الاستقرار، عرفت المدينة انطلاقة سريعة بفضل علاقات تجاريّة موسّعة. فتكوّنت مستوطنات ومراكز تجاريّة. واستطاعت قرطاجة أن تربط بين هذه المراكز الموزّعة في الغرب، في إمبراطوريّة امتدّت من فيلابينوس في ليبيا إلى موغادور في المغرب (على الشاطئ الاطلنطيكي) إلى غاديس (أو الجدار في الفينيقيّة) على الشاطئ الأطلنطيكي في إسبانيا، فضمّت جزر البليار وكورسيكا (آلاليا، شرقيّ الجزيرة) وسردينيا وغربيّ صقليّة. وكانت في هذه المناطق نزاعات مع سكان البلاد الأصليّين من أجل الدفاع عن مصالح قرطاجة أو من أجل توسيعها. وكانت حروب عديدة وهامّة بين القرطاجيّين واليونان في صقلّية في منتصف ونهاية القرن 6، وفي العقد الثاني من القرن 5، وسنة 480، ثمّ سنة 410-405، 397-392، 382-374 أو 373، 368-362، 345-339، 311-306، وفي العقد الثاني من القرن 3، وسنة 287-275. وتدخّلُ قرطاجة لصالح الماميرتينيّين في مسينة سنة 264 ق.م.، قاد قرطاجة إلى النزاع مع رومة في عز انطلاقتها. قبل ذلك الوقت نمت العلاقات بين الدولتين بفضل معاهدات عُقدت في النصف الأول من القرن 5، ثمّ سنة 348، 343، 306، 279/278. ولكن أحداث سنة 264 كانت بداية الحروب الفونيقيّة الثلاث التي فرضها الرومان على القرطاجيّين. وثالث هذه الحروب، وصلت إلى نهاية قرطاجة كدولة. منذ القرن 6 ق.م.، كان دستور المدينة "أوليغارشي" أي إنّ الحكم كان في يد بعض العائلات القويّة. وهذا ما يعكس تنظيم المجتمع القرطاجيّ الذي يتضمّن طبقة حاكمة وشعبًا ينعم بحقوق محدّدة. ولكن مع التنوّع (الاختلافات) ظلّت الديانة التقليديّة هي المسيطرة. قرطاجة سردينيا هناك إهداءان فينيقيّان في سردينيا : واحد من تاروس، والآخر من أولبيا. يتحدّثان عن "ق ر ت. ح د ش ت". الإهداء الأول يؤرّخ نهاية بناء معبد في أيام حكم "ادونيبعل" و"هيميلكوت" القاضيين (ش ف ط ي م في قرطاجة). وتؤكّد المدوّنة الثانية أنّ المُهدي ينتمي إلى "شعب قرطاجة"، أو "جيش قرطاجة" (ع م في الأصل). إنّ العبارتين المذكورتين تدلاّن على أنّ "قرطاجة" هي غير تاروس وأولبيا. فجاء الافتراض : كانت قرطاجة فصارت "نيابوليس" المدينة الجديدة، التي حدِّد موقعُها جنوبيّ كابودلاّ فراسكا حيث نجد اسم نيابوليس التي ذكرها بطليموس (3 :3، 2، 6، 7) وبلينوس (التاريخ الطبيعيّ 3 :85). نجد أنّ هذه الفرضيّة تصطدم بغياب آثار فينيقيّة بجانب هذين الإهداءين. لهذا اقترح الشرّاح أن يكون الحديث عن قرطاجة افريقيا. والمدوَّنتان تعودان إلى قائدين مرّا من هناك خلال الحرب الفونيقيّة الأولى (264-241 ق.م.)، فدلاّ على رفيع مقامهما. 1}
أعلى