• جبيل: جبيل مدينة فينيقيّة قديمة تذكرها النصوص المصريّة ورسائل تل العمارنة. تقع على شاطئ البحر المتوسّط بين طرابلس وبيروت. لا يرد اسم جبيل إلاّ ثلاث مرّات في العهد القديم، ولا يرد أبدًا في العهد الجديد. يمتدح يش 13 :5؛ حز 27 :9 مهارة سكانها في عالم بناء السفن. ويذكر 1مل 5 :32 أهل جبيل مع عمال سليمان وحيرام الذين يستعدّون لبناء الهيكل. هذا يدلّ أن وجهة جبيل لم تكن فلسطين بل بلاد الغرب. في الألف الرابع، كانت جبيل مركزًا تجاريًّا على الشاطئ الفينيقيّ. وكان المصريّون يحملون منه الخشب والنحاس، ويصدّرون إليه الورق البردي. ويمكننا القول إنّ جبيل كانت في ذلك الوقت مدينة مصريّة. في نهاية الألف الثالث، حقبة البلبلة والانحطاط، كانت جبيل تابعة لمصر ولكن كان لها حكم خاص. في أيّام العمارنة، كان ملك جبيل ريب هدي. وهو في رسائله إلى أمينوفيس الثالث والرابع يطلب العون المصريّ ضدّ غزاة أغراب. في القرن الثالث عشر ملك جبيل هو أحيرام (عن نصوص وجدت في القرن الحادي عشر، والقرن العاشر). اكتشف مدفنه سنة 1925، وعليه كُتب اتبعل ملك جبيل. وأبرزت الحفريّات أيضاً ثلاث كتابات أخرى (أبجديّات) وكتابة هيروغليفيّة تعود إلى سنة 1280. واكتشفت كتابات أخرى. في القرن الثاني عشر بدأت جبيل تتأثّر بشعوب البحر. في القرن الثامن احتلّ الأشوريّون المدينة، وفي سنة 537 احتلّها الفرس. وفي زمن الفرس، شكّلت جبيل مدينة ومحافظة ترتبط بالمقاطعة الخامسة. إلى القرن الخامس تعود كتابة يحوملك. بعد هذا، خضعت جبيل للسلوقيّين ثمّ للرومانيّين. خلال ذلك الوقت ضعفت أهميّة المدينة الاقتصاديّة ولاسيّمَا بعد أن ضعف تصدير الخشب. إنّ أهميّة جبيل كمركز دينيّ تعود إلى الألف الخامس. فآلهة جبيل تُعبد حتى في مصر. وبنى المصريّون بدورهم هياكل في جبيل وربطوها بأساطيرهم. وإن تابوت أوزيريس الذي قتله أخوه قد رُحّل إلى جبيل. ثمّ نقلته أخته ايزيس من جبيل إلى مصر. وأرادت أسطورة ايزيس وأوزيريس أن تفسّر تتالي الفصول في أيام السنة كما في أدونيس. واشتهر هيكل أدونيس خاصة في الزمن الروماني. أبرزت الحفريّات قسمًا من السور القديم (جنوبيّ المدينة الحاليّة) وسور المدينة الرومانيّة وهيكلين. بُنيت المدينة الاولى على يد المصريّين في الألف الثالث، وكرّست لالهة جبيل. ولكنّها أحرقت فيما بعد. وجاءت المدينة الثانية بعد بضعة قرون. وقد اكتشف المنقّبون مدافن ملكيّة عديدة منها مدفن أحيرام الذي ذكرناه. نشير إلى أن جبيل سمّيت في العالم اليوناني "بيبلوس" أي الكتاب. ومن هنا كانت لفظة "بيبليا" أي الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد. ونذكر ملوك جبيل : * أحيرام، * إتوبعل، * يحملك، * إليبعل، * شفط بعل الأول، * شفط بعل الثاني، * أدريملك الأول، * شفط بعل الثالث، * أدريملك الثاني، * يحربعل، * يحو ملك، * الفعول، عزيبعل، أور ملك، عينئيل. 1}
أعلى