شبهات شيطانية حول نبوّة ميخا
قال المعترض الغير مؤمن: جاءت في ميخا 5: 2 نبوة عن المسيح تقول: الذي مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل , وتدل هذه الآية على أن المسيح مخلوق بواسطة الله ,
وللرد نقول بنعمة الله : (1) انظر تعليقنا على مزمور 2: 7
(2) الذي مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل لا تدل على أن الابن وُلد من الله في الأزل، لأن هذا مستحيل, ولو كان هذا هو المقصود، لكان قد قيل مخرجه بدلًا من مخارجه , إذ أن الكلمة الأخيرة تدل على أن الابن قد خرج من أكثر من مصدر واحد، مع أن الله هو واحد (لو فرضنا أن الابن خرج منذ الأزل، كما يقول المعترضون), ولذلك يُقصد بالآية المذكورة التعبير عن النواحي المتعددة، التي كان ولا يزال يخرج منها الابن، أو بتعبير أدق، يبدو منها لإتمام مقاصد اللاهوت، وذلك بوصفه المعلِن له والمنفِّذ لأفكاره ومقاصده, ومما يؤكد لنا صدق هذه الحقيقة أن كلمة منذ تدل دلالة قاطعة على أنه لا يُقصد بها أن الابن خرج من عند الله في الأزل كعملٍ تمَّ وانتهى، بل تدل على أن مخارجه أو أو كانت منذ الأزل ولا تزال إلى الوقت الحاضر, ولذلك فإن فعل هذه العبارة (المستتر في اللغة العربية لإمكانية معرفته، كما يُقال في قواعد هذه اللغة) موجود في اللغات الأجنبية في صيغة المضارع التام ( ), فهو في اللغة الإنكليزية مثلًا وهذا الفعل يدل تماماً على ما تدل عليه كلمة منذ العربية، أي أنه يدل على أن مخارج الابن كانت منذ الأزل ولا تزال إلى الآن, ولذلك لا يمكن أن يكون الغرض من كلمة مخارجه هنا، سوى النواحي التي كان ولا يزال يبدو منها الابن، لتنفيذ مقاصد اللاهوت,
انظر تعليقنا على متى 2: 6,