4 - شبهات شيطانية حول رسالة يهوذا
قال المعترض الغير مؤمن: ذكر روجرز أن كثيرين من علماء البروتستانت لم يقبلوا رسالة يهوذا، وأن الدكتور بلس قال إنها ليست من كتابة الرسل ,
وللرد نقول بنعمة الله : الأدلة على نسبة رسالة يهوذا إلى هذا الرسول عديدة، فهي مدوَّنة في السجلات المشتملة على كتب العهد الجديد، وأيّدها أكلمندس أسقف الإسكندرية وترتليان وأوريجانوس والأئمة الأعلام المتقدمون، واستشهدوا بها في مؤلفاتهم كما قال يوسيبيوس,
وبصرف النظر عن الأدلة الخارجية، فأقوالها تؤيد صحتها، إذ لا يصح صدورها إلا ممن كان رسولاً، فحكم فيها على المضلِّين الذين أضلوا الناس، وشنَّع في الذين اتّبعوا الرذيلة مراعاةً للربح، وحثّ المسيحيين على التمسك بالتقوى,
وإذا قيل: لماذا اشتبه فيها البعض؟ قلنا: سببه إنه ورد فيها الاستشهاد بأقوال أخنوخ السابع من آدم، قائلاً: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونةً على الجميع، ويعاقب جميع فجارهم , هذه هي نبوة أخنوخ, وبما أن أخنوخ ليس له كتاب، اشتبه البعض في رسالة يهوذا, ولكن نبوة أخنوخ هذه كانت متواترة عند اليهود,
وإذا فُرض أنه كان لأخنوخ النبي كتاب، فالاستشهاد ببعضه لا يخل بالرسالة,
وقد استشهد بولس الرسول بأقوال شعراء أثينا في خطاباته ليتوصّل بذلك لتفهيم اليونان الإله الحي الحقيقي (أعمال 17: 28) واستشهد بقول مناندر (1كورنثوس 15: 33) واستشهد بأبيمنيدس كما في (تيطس 1: 12), فإذا كانت الأشياء المستشهَد بها حقيقية، فلا مانع من الاستشهاد بها,