1 - شبهات شيطانية حول رسالة يعقوب
قال المعترض الغير مؤمن: ذكر روجرز أن علماء البروتستانت لم يقبلوا رسالة يعقوب، وأن الدكتور بلس قال إنها ليست من كتابة الرسل, وقد قال مارتن لوثر إنها كالقش، أي لا يُعتدّ بها ,
وللرد نقول بنعمة الله : من الأدلة الدالة على أن رسالة يعقوب الرسول من الكتب الموحى بها أنها كانت من كتب العهد الجديد التي تُرجمت في أواخر القرن الأول, ولو شكّ علماء الكنيسة الأولى المعروفون بالعدالة وبساطة الإيمان فيها لما جعلوها من الكتب التي كانوا يتعبّدون بتلاوتها في معابدهم، ولما اهتموا بترجمتها، فهي إذن قديمة عهد منذ زمن الرسل,
ثم إن العلماء المسيحيين الأولين كانوا يستشهدون بها في مؤلفاتهم، فاستشهد بها أكلمندس أسقف روما مرّتين، واستشهد بها هرمس سبع مرات، واستشهد بها أوريجانوس وإيرونيموس وأثناسيوس والعلماء الذين أتوا بعدهم, ولما التأمت المجامع العامة لم يشك أحد في أنها من الكتب الإلهية,
لقد اتَّخذ لوثر وأولئك المصلحون الذين ظهروا منذ 600 سنة تقريباً الكتب المقدسة دستوراً لهم و دفاعاً عن إيمانهم، فلا يُعقل أنهم يقولون إن رسالة يعقوب كالقش,
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في يعقوب 1: 12 و13 طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه, لا يقُلْ أحد إذا جُرِّب إني أُجرَّب من قِبَل الله، لأن الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحداً , ولكننا قرأنا عن بلايا كثيرة وتجارب أمر الرب بها للناس مثل الطوفان زمن نوح، وخراب سدوم وعمورة أيام إبراهيم ولوط - كيف يكون هذا؟ ,
وللرد نقول بنعمة الله : هنا حديث عن ثلاث تجارب مختلفة: (1) تجربة المؤمن بالألم ليتنقّى, وفي هذا يقول الرسول: إحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً (يعقوب 1: 2 و3), وطوبى لمن يحتمل هذه التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة,
(2) تجربة إبليس بالشر, وليس الله مصدر هذه التجربة لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرِّب أحداً بالشرور, ونحن نصلي: لا تدخلنا في تجربة (متى 6: 13),
(3) أما التجربة الثالثة والذي جاء الاعتراض عليها فهي عقاب الله على الخطاة كما جاء في الطوفان وخراب سدوم وعمورة,
(4) انظر تعليقنا على تكوين 22: 1,
اعتراض على يعقوب 1: 20
انظر تعليقنا على مزمور 76: 10
اعتراض على يعقوب 1: 25
انظر تعليقنا على غلاطية 4: 24
اعتراض على يعقوب 2: 24
انظر تعليقنا على رومية 3: 28
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في يعقوب 5: 14 أمريضٌ أحد بينكم فليدْعُ شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب ولا يجوز لتلميذ المسيح أن يعين حكماً شرعياً من جانب نفسه، لأن هذا المنصب كان للمسيح فقط ,
وللرد نقول بنعمة الله : لا يوجد في يعقوب 5: 14 حكم شرعي, نعم إنه يجوز للرسل الذين أيدهم الله بالآيات البينات أن يسنّوا الأحكام الشرعية، ولكن لا يوجد في هذه الآية شيء من ذلك, والرسول يعقوب لا يغض النظر عن استخدام الأدوية للعلاج، بل يطلب استخدامها ويطلب بركة الله عليها,
وإذا قيل: لماذا خصَّ الزيت منها، قلنا: كان الزيت مشهوراً عند اليهود وعند الشرقيين عموماً بخواصه الصحية، فكان المسافر يأخذ زيتاً معه، كما فعل السامري الذي كان مسافراً، فإنه لما رأى الجريح ضمد جراحاته وصبّ عليها زيتاً (لوقا 10: 34),