وتعرفون الحق والحق يحرركم (يوحنا الإصحاح 8 الآية 32)

Noor Light

New member
إنضم
23 مايو 2022
المشاركات
20
مستوى التفاعل
23
النقاط
3

كلما تعمق إيمانك تعمق حبك، الحب يزداد بزيادة الإيمان، العلامة الحقيقية للإيمان القوي والعميق هي محبة قوية وعميقة والمحبة تظهر بهذا أننا نحب أعداءنا تماما كما أحبنا الله وغفر لنا خطايانا بتقدمة ابنه يسوع المسيح بدلا عنا ، فنحن إذ كنا أعداء لله صولحنا معه بموت ابنه (رومية الإصحاح 5 الآية 10)، كثيرا ما نتساءل كيف يمكننا أن نطبق هذه الوصية التي تقول بأن نحب أعداءنا أو نحب قريبنا كنفسنا ، محبة تعني في جوهرها أن نعطي ذاتنا بالكامل للآخر ، كيف يمكن لأحد فعل ذلك ؟

الطريق للمحبة دائما هو الإيمان ، "الإيمان العامل بالمحبة" كما يقول بولس في غلاطية الإصحاح 5 الآية 6.

كلما يكون إيماننا عميق بالذي أحبنا وضحى بنفسه من أجلنا كلما سيزداد امتلاءنا بقوة الروح القدس الذي يهبنا القدرة على التخلي عن ذواتنا ، لأن الإيمان بالمسيح الذي أسلم لأجل خطايانا وأقيم من جديد لأجل تبريرنا (رومية الإصحاح 4 الآية 25) هذا الإيمان يزرع النعمة في القلب وهذه النعمة تحرر الإنسان من سطوة الأنانية التي تملؤه ، ولأن الإيمان هو ثقة وتصديق بالإله الذي فعل كل شيء من أجلنا وخلصنا هذا الخلاص العظيم فهذا الإيمان الذي يتجذر في أعماقنا سينعشنا بنور يعلن لنا كم أن الله يحبنا وأننا لا نحتاج لفعل أي شيء لنخلص ، فقط الإيمان بابنه يسوع وبدمه الثمين.

هذا الأساس هو الأساس الوحيد للمحبة، كل محبة تحاول أن تنبع من أساس آخر هي محبة بشرية وليست هي المحبة التي تحدث عنها المسيح، قال المسيح بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئا! كيف نثبت في المسيح؟ بالثبات في وصاياه، وكيف نثبت في وصاياه؟ بأن نثبت في الإيمان بالذي أرسله الله كفارة لخطايانا بل لخطايا العالم أجمع (1يوحنا 2:2) ، عندما نثبت فيه بالإيمان نأكل جسده ونشرب دمه كما أوصانا، وأكل جسد الرب وشرب دمه هو الإيمان بموته على الصليب من أجلنا كفارة لخطايانا لنقف أمام الله أنقياء وكاملين في البر والمحبة بالروح الذي يأخذ كل ما للمسيح ويعطينا ، الجسر الذي عن طريقه ينقل لنا الروح القدس كل ما للمسيح ويعطينا هو الإيمان بما فعل يسوع من أجلنا على صليب الجلجثة ، وماهو الذي في المسيح ليعطيه لنا الروح القدس؟ هو صلاح المسيح وتقواه وبره وقداسته وحكمته ورضا الله التام الساكن عليه ، هذا كله من نصيبنا ، فقط ما نحتاج فعله بأن لا ندع للشك بالسيطرة علينا بل نصدق خبر الله السار لنا ، بأن لنا في المسيح يسوع حياة أبدية مع الله (يوحنا الإصحاح 6 الآية 47) وأن رضاه التام علينا لأنه دفع ثمن خطايانا وصالحنا مع الله ، الإيمان عنصر حي وفعال، هو ليس عقيدة جامدة تقرأها في الكتب ، الإيمان هو قرار تأخذه كل لحظة تواجهك فيها فكرة محملة بشعور بالذنب أو بأن الله غير راضي عنك ، الرد الإيماني دائما هو بدم يسوع المسيح أنا بار ومقدس وكامل ، دم يسوع المسيح هو قيمتي ، ربما أنا كثير الأخطاء نعم ولكن مع ذلك ما يعطيني قيمتي أمام الله ليس هي أعمالي بل ما قام به يسوع المسيح من أجلي على الصليب ودم يسوع المسيح يحميني من كل الشرور ويغسلني ويحفظني في نور رضا الرب العلي، هذا الإيمان يجب أن يكون دائما هو درعنا الذي يحمينا من كل سهام الشرير(افسس الإصحاح 6 الآية 16) ، لأن الشرير والجسد والعالم هم دائما خلف إيماننا لزعزعته بأن يوجه للمكان الخاطئ، أن يكون تبريرنا معتمد على ما نفعل ، حينها سنأخذ مسارا خاطئا ويبدأ الشعور بالذنب بالظهور ولتغطية هذا الشعور نبدأ بمحاولة عمل مزيد من الأعمال إلى أن نشعر بأننا لا نستطيع الاستمرار في السير في طريق المسيح فنتوقف عن الخدمة ونذهب للعالم لنجرب إيجاد سعادتنا فيه، وكل هذا نتج من الإيمان الخاطئ وهو الإيمان أي الاعتماد على ما نقوم به ، على خدمتنا ، على صلاتنا، على صيامنا ، لأن الإيمان الصحيح هو ماينقل قوة الروح القدس إلينا وبالقوة نخدم ونسلك في طريق الله والقوة تأتي فقط من خلال الإيمان الصحيح - الإيمان الإنجيلي - إيمان العهد الجديد .

نرتبك فنظن بأن الأعمال الخاصة بنا هي التي تبررنا ولكن هذا لأننا نفشل في رؤية ما هو التبرير ، الإنجيل يقول في (رومية الإصحاح 5 الآية1)" إذ قد تبررنا بالإيمان ولنا سلام مع الله من خلال الرب يسوع المسيح "وأيضا في (رومية الإصحاح 3 الآية 24) "بكوننا قد بررنا (أي جعلنا أبرياء) مجانا بنعمته(أي الله ) من خلال الفداء الذي في المسيح يسوع الذي جعله الله كفارة من خلال الإيمان بدمه ليعلن لنا صلاحه بغسل خطايانا السالفة" ويقول الرب يسوع عندما سؤل عن ماذا يجب فعله لعمل عمل الله قال "هذا هو عمل الله أن تؤمنوا به الذي هو أرسله" (يوحنا الإصحاح 6 الآية 29)

يجب أن نفتح قلوبنا لرسالة الإنجيل الصريحة والواضحة : - أعمالنا الصالحة لن تدخلنا للفردوس، فقط دم يسوع المسيح هو الذي يبررنا ويغسل خطايانا ويقدسنا ، الذي يثبت في الإيمان بالإنجيل هذا هو الذي يخلص يا أعزائي ، لأن بشارة الصليب للذين يهلكون هي جهالة ولكن لنا نحن المخلصون هي قوة الله" (1 كور الإصحاح 1 الآية 18) .

هناك قوة خفية يعرفها الشخص الذي يضع ثقته المطلقة بيسوع المسيح وهذه القوة هي قوة الروح القدس ، يجب أن نذكر أنفسنا دائما بماهية عمل يسوع الكفاري على الصليب ، عمل يسوع على الصليب ليس فقط مسح خطايانا عنا بل موت يسوع على الصليب هزم قوة الخطيئة (رومية الإصحاح 8 الآية 3)التي في أجسادنا وليس هذا فقط بل بموت يسوع على الصليب نحن اتحدنا بموته ، إذا نحن موتى عن أهواءنا وأجسادنا وغرائزنا الطبيعية وعن خطيئتنا الساكنة فيه لأن الجسد عندما يموت الخطيئة لا تستطيع أن تؤثر عليه بعد (رومية الإصحاح 8الآية 10)، إذا فنحن موتى في المسيح يسوع ولكن هذا نختبره في حالة واحدة فقط ، في حالة الإيمان والإيمان هو ليس عمل مرة واحدة نعمله ، هو عمل دائم ، كل يوم يجب أن نفحص قلوبنا كما يقول الرسول بولس في كورنثوس الثانية الإصحاح 13 الآية 5 " افحصوا أنفسكم ما إذا أنتم في الإيمان " والعلامات التي تظهر لنا بأننا لا نحيا بالإيمان الصحيح هي دائما عكس العلامات التي تظهر لنا بأننا نحيا حياة الإيمان ، قلنا سابقا بأن إحدى العلامات أننا نحيا حياة الإيمان هو الشعور بقوة الله فينا وبأن الخطيئة مهزومة فينا وبأن الغريزة لا تملك السيطرة على أفكارنا وعلى أعضاءنا وهذا هو الموت الذي يقصده الكتاب المقدس بتعبير البار يحيا بالإيمان (الإيمان بيسوع المسيح الذي صلب لأجلنا ودمه الذي فقط يجعلنا أنقياء أمام الله ) هذا هو الإيمان .

إذا فالعلامة بأننا لا نحيا حياة الإيمان هي بأن تكون أهواءنا وغرائزنا خارج السيطرة، بأن نشعر بالخطايا السابقة والأهواء الماضية تعاود الظهور بنا وأيضا الشعور بالذنب والإدانة وبأننا لسنا أكفاء وأننا لا نرضي الله كما يجب لأننا لم نعمل هذا الشيء أو ذلك الشيء! كل شعور بالذنب يعني بأننا قمنا بمنع دم المسيح من تغطية ضمائرنا بأن نقلنا الجسر الذ هو الإيمان ليتصل بمصدر آخر الذي هو الأعمال ، عندما نسمح لدم المسيح بتغطية ضمائرنا حينها نشعر مباشرة بأننا أبرار وبأننا أنقياء أمام الله ونستطيع القول بفرح بأننا أبناء الله وبأننا أبرار بدم المسيح يسوع وهذا يكون بسماع رسالة الإنجيل والتأمل بها والإيمان بما فيها والثبات في الإيمان وإحتمال الثقل قليلا إلى أن تأتي قوة الروح القدس لقلوبنا ليحررنا من كل قيود الإرتباك والعبودية ويجعل عمل الصليب حقيقيا نختبره كما نختبر الهواء الذي نتنفسه فنقفز من الفرحة بسبب الحرية التي يحررنا بها ابن الله .

 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,067
مستوى التفاعل
5,425
النقاط
113
امين اكثر من راائع
الرب يبارك حياتك وخدمتك نور
 

Noor Light

New member
إنضم
23 مايو 2022
المشاركات
20
مستوى التفاعل
23
النقاط
3
مشكورة جدا أختي كلدانية الرب يبارك حياتك ويملأكي بمعرفة محبته .
 
أعلى