الرد على شبهة: هل حقا ... الأرنب حيوان مجتــــر (منقول )

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Copty-

قبطـــــى
عضو مبارك
إنضم
1 فبراير 2008
المشاركات
755
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
بقلم نبيل المقدس


قرأت تعليقا ظريفا من أخ عزيز علينا جميعا واسمه في التعليق" الله يعلم أني أقول الحق " في مقال الأستاذ ألبير ثابت فهيم حول اكتشافات تنبؤات علمية ذُكرت في القرآن، للكاتب الدكتور زغلول... وتكلم أخي الفاضل في تعليقه بطريقته الظريفة والمعروف بها على الدكتور النجار في موضوع" هل الأرنب مجتر أم لا" ... لكن أردت أن لا أجعل القارئ في حيرة، فأنا أرسل لكم مقالاً حول هذا الموضوع سبق وأن نشرته في إحدى المجلات الروحية تعضيداً لكلام الله بأنَّ الأرنب فعلاً يجتــــــــــر!!!!!

اتخذت بعض المجموعات التي تهاجم صحة الكتاب المقدس منذ قديم الزمان ما جاء به الوحي المقدس في سفر لاويين 11 : 6 " والأرنب لأنَّه يجتر لكنه لا يشق ظلفاً فهو نجس لكم." وبما أنَّ الكثير يعلم تماماً أنَّ الأرنب ليس من الأرانب التي تجتر اتخذها هؤلاء الذين يشككون في صحة الكتاب المقدس شهادة بينة وذريعة قوية على تحريف الكتاب المقدس.... لكن حاشـــا !!!

والأعجب من ذلك أنَّ هؤلاء المعترضين تجاهلوا ما هو مكتوب في الآية التي تسبقها رقم 5" والوبر لأنَّه يجتر لكنه لا يشق ظلفاً فهو نجس لكم." وهذا ما يدل على قيام هؤلاء بتصيّد الأخطاء التي تحتوي على كلمات يعرفونها مثل كلمة" أرنب" متجاهلين كلمة" وبر" التي هي غير معلومة لديهم.
فهل معنى هذا أنَّهم غير معترضين على أنَّ الوبر هو حيوان مجتر؟
لكن فات عليهم، أنَّ حيوان الوبر Hyrax هو من رتبة حيوانية اسمها Hyracoid والتي تضم جميع أنواع الأرانب.
كما أحب أن أنوه بأنَّ حيوان الوبر هو الأرنب السوري والمعروف على مستوى العالم بأنَّه يعيش في الصخور في كل من سوريا وأرض فلسطين وبلاد العرب.
كما أنَّه يختفي عادة بين الصخور ويحب أن يعيش جماعات مع نفس جنسه، وقد ذكره الوحي في أمثال 30 : 26 باللغة العبرية باسم شافان" Shaphan " والذي تم ترجمة اسمه إلى اللغة العربية إلى وبر" الوبار طائفة ضعيفة ولكنها تصنع بيوتها في الصخر."
من هنا نصل إلى حقيقة أنَّ الوبر" Hyrax" الذي جاء ذكره في سفر لاويين 11 : 5 هو من عائلة الأرنب البري أو المنزلي" Hare " والذي جاء ذكره في الآية التي تليها مباشرة.

لم يبق معنا الآن إلاّ إثبات أنَّ فصيلة الأرانب هي من ضمن الحيوانات التي تجتر، وتتركز المشكلة هنا في أنَّ كلمة يجتر التي جاءت في اللغة العربية قد أتت في اللغة العبرية في كلمتين" ma'alah gerah and gerah lo yigar " والتي تعني بالعربية" والأرنب لأنَّه يمضغ رجيعه...." وتقابلها باللغة الإنجليزية" He chews the cud".
وقد قصد الوحي أن يذكر كلمة الرجيع" Cud" لأنَّ عملية الترجيع تتم باحدى هاتين الطريقتين:
إما أن تتم من داخل الحيوان من المعدة إلى الفم أو تتم خارج الحيوان عن طريق تناول روثه، وهذه ملحوظة علينا أن نراعيها في دراسة هذا الموضوع.

من المعروف، أنَّ الأرانب تأكل الأعشاب والنباتات وهذا النوع من الطعام يصعب هضمه لكنه في نفس الوقت له أهمية كبيرة في تغذية الحيوانات لأنَّ النباتات ذات الألياف غنية بمادة السليلوز Cellulose الذي يدخل مباشرة في تكوين خلايا الجسم.

لذلك أنعم الله على الجمل بمعدة أخرى، وأنعم أيضاً على البقر والجاموس بمعدة لها أربعة غرف ليتم فيهم امتزاج بعض الإنزيمات والبكتيريا الموجودة في هذه الغرف مع الألياف الموجودة في النباتات ثم يقوم الحيوان بعملية ترجيع" Regurgitating " الأكل إلى فمه لكي يمضغه مرة أخرى"Re-masticates " ثم يقوم بعد ذلك ببلع الطعام Swallowing ليصبح الطعام والمتكون أغلبه من الألياف سهلة الهضم والامتصاص.
نلاحظ هنا، أنَّ عملية الترجيع تتم في هذا النوع من الحيوانات من المعدة إلى الفم، أما في حالة الأرانب تأخذ عملية تسهيل هضم الألياف بطريقة أخرى تُعطي نفس النتيجة كما في حالتي الجمل والبقر.
ولكونه بمعدة واحدة فهو يقوم بعملية الاجترار بطريقة الـ Cecotropy ولا يوجد لها ترجمة عربية مباشرة، لكن يمكن فهمها بتتبع الطريقة نفسها كما سأذكره في السياق الآتي أدنـاه.

في سنة 1964 لاحظ الدكتور هوبرت هندرشس Pr. Hubret Hendridhs وهو عالم متخصص في علم الحيوانات بميونخ أنَّ الأرنب دائما يحرك فكيه بطريقة توحي لك بأنَّه يأكل بالرغم من عدم وجود أكل أمامه أو في المكان المحيط به.
فأخذ يتتبعه بكل الطرق العلمية الحديثة حتى وصل وأدرك أنَّ الأرنب يقوم بعملية الاجترار بطريقة عجيبة وهي طريقة الـ Cecotropy.

فعندما يأتي المساء يبدأ الأرنب في أكل روثه مرة أخرى، وبناء على ذلك تمت الأبحاث على هذا الروث وهو على شكل كرة بيضاوية كبيرة الحجم نسبياً بالنسبة للروث الأصلي" Feces " ووجدوا أنَّ هذه الكرات التي يعيد أكلها ومضغها مليئة بالألياف والتي يتركز فيها مادة السليلوز.
كذلك تعرضها للهواء تجعلها عرضة لبعض البكتيريات التي تحولها إلى طعام يسهل على الأرنب هضمه، ومع زيادة الخبرة الفطرية لدى الفلاحين قال لي أحدهم عند بحثي في هذا الموضوع استطعت أن أميز ما إذ كان هذا الأرنب مريضاً أم لا. فوجود هذا الرجيع على الأرض بكثرة يجعله يدرك أنَّ الأرنب في حالة مرض وعلى حسب قوله أنَّ أغلب هذه الحالات تؤدي إلى موت الأرانب لأنَّ والحالة هكذا يكون الطعام ناقصاً وغير كامل.
ويمكننا تلخيص خطوات عملية الاجترار للأرنب والتي تـُسمي علمياً بـالـ Cecotropy كالآتي:
** يبدأ الأرنب في أكل غذائه بالمضغ أولاً ثم البلع إلى معدته حيث تتم عملية هضم جزئي.
** يخرج الأرنب من مخرجه كرات من الروث feces والتي لم تهضم بعد.
** يأكل الأرنب هذه الكرات ويمضغها ثم يبتلعها ثانية فتسهل عملية الهضم في المعدة وتمتص إلى جميع أجزاء الجسم.

واضح أنَّ هذه العملية لا تختلف كثيراً عما تفعله البقرة أو الجمل لتسهيل عملية هضم الألياف.
لذلك ذكر الكتاب المقدس باللغة الأصلية وهي العبرية" والأرنب لأنَّه يمضغ رجيعه....." على أساس أنَّه حيوان مجتر عن طريق مضغ رجيعه أي روثه وإتمام عملية الهضــــم.

نعم كتابنا المقدس لا يخطأ بل هو يسبق ما يكتشفه العلم... فمن منا كان يظن أنَّه وبعد أكثر من 3500 سنة تقريباً يتحقق ما ذكره الكتاب المقدس بأنَّ الأرنب هو حيوان مجتر بعكس ما كان يظنه الناس طيلة هذه السنين!!!!!!
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى