هل المسيحية ديانة ابراهيمية، كما يقول الكثيرون و يردد بعض المسيحيين عن غير معرفة؟

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,644
مستوى التفاعل
3,556
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
منقول عن الأب رومانوس الكريتي

المسيحية ليست "ديانة إبراهيمية"
المسيحية ليست "ديانة إبراهيمية" لأن المسيحية أصلاً هي فوق التصنيف كَ "ديانة" لأنها هي الحياة في العُمق مع الإله الحيّ الحقيقي، الذي أحبّنا إلى المنتهى فصارَ إنساناً من أجلنا، وبذلَ نفسه عنّا، الرب يسوع المسيح الذي هو وحده "الطريق والحقّ والحياة" ولا خلاص إلّا به...

بعد حضور المسيح، الإله الكلمة المتجسّد، كمال الوحي والأنبياء، ليست هناك عودة إلى الوراء، ومن ثمَّ ليس رجوعٌ إلى إبراهيم، لأن المسيح قال لليهود:

"أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ» (يوحنا 8: 56) ما يعني أن غاية فرح إبراهيم كانت بأن يرى المسيح الإله، آتياً من نسله بحسب الجسد، لأنّ المسيح هو سيّد وربّ وإله إبراهيم نفسه: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ» (يوحنا 8: 58) وكل أنبياء العهد القديم، تتمحور رسالتهم ونبؤاتهم وأسفارهم حول شخص المسيح.

لهذا نحن جميعنا، كنيسة العهد الجديد، مع أبينا إبراهيم نفسه، وسائر أنبياء الله في العهد القديم، تتّجه بوصلتنا نحو الإله الحقّ الذي ظهر متجسّداً من العذراء في ملء الزمن، ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح، محور العهدين القديم والجديد على حدّ سواء، ونقطة اللقاء والوصل بينهما.

الأيقونة المرفقة، أرثوذكسية بامتياز، وهي تُمثّل "شجرة العائلة" للسيد المسيح، وفيها نرى أجداد المسيح الذين جاء من نسلهم بحسب الجسد، كما وردت أسماؤهم في الفصل الأول من إنجيل متّى، وبينهم إبراهيم وداود وسليمان... وجميعهم يتطلّعون إلى المسيح المولود من البتول مريم في بيت لحم، الذي يتوسّط الشجرة، ويحتلّ مركز الأيقونة، لأنّ المسيح الإله يسمو ويعلو فوق كل الأنبياء.

311979339_1288384848659175_6057653414952710689_n.jpg


بقلم: رومانوس الكريتي
 

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,644
مستوى التفاعل
3,556
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
تعقيب على ما نقلته:

هذا المفهوم ليس جديداً بل هو موجود على مدى العهد الجديد.
المسيح نفسه، بالرغم من تجذره في يهودية أيامه وحفظه للناموس اليهودي، أشار إلى ما هو أبعد، أشار الى الحياة الجديدةالممنوحة بالروح القدس، كما جاء في يوحنا 3: 3-5:
و أيضا يوحنا 7: 37-39:
لم يعد أتباع المسيح بحاجة إلى هيكل اليهود وكهنوته وضحاياه للتواصل مع الله، سواء كان هذا الهيكل عبى جريزيم أو في أورشليم، كما نفهم من يوحنا 4: 21-23:


جسد المسيح صار الهيكل الجديد. كلام المسيح في (يوحنا 21:2):
في تلك الحياة الجديدة، لم تعد قيود السبت مُطْلَقة، يوحنا 5: 7-10:
و أيضاً مرقس 2:23:
ولا عادت قوانين الطعام تمنع بعض المأكولات، (مرقس 7: 18-20).
 
أعلى