هل الكتاب المقدس والإنجيل مُحرف؟
في هذا الموضوع سأضع خلاصة بحث وقراءة سنين طويلة وساعات بحث متواصلة في الفترة الاخيرة تفوق ال 250 ساعة. سأضع للقارئ خلاصة الموضوع بصورة مختصرة ومبسطة يمكن للقارئ والباحث عن الحق.
قبل أن نبدأ في الأدلة أحب ان اضع تعريف التحريف من المعاجم العربية: معنى التحريف هو تَحْرِيفُ الكَلاَمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ : تَغْيِيرُهُ وَتَبْدِيلُهُ وَإِعْطَاؤُهُ تَفْسِيرًا مُغَايِراً لِمَقَاصِدِهِ. مثلاً إن الكتاب يُعلم عدم السرقة وإفتراضً سيكون التحريف هو تغيير هذا التعليم وتعليم السرقة. أذاً تحريف الكتاب المقدس بجملته يستدعي تغيير رسالته ومحتواه بصورة جذرية وليست سطحية.
- الدليل الأول: الرب يحفظ كتابه وكلمته ورسالته
المسيحيين والمسلمين يؤمنون بوجود الله وبأن الكتاب المقدس والإنجيل هو كتاب الله. الفرق هو ان المسيحيون يؤمنون بأنه سالم غير محرف والمسلمين يؤمنون بأن تم تحريفه في وقت ما. بما ان الكتاب المقدس هو كتاب الله فمن المنطقي ان الله الخالق الذي أوحى بكتابه يهتم بحفظ وسلامته وسيكون أتهام الله بالعجز ان لم يفعل ذلك. - الدليل الثاني: الرب وعد بحفظ كتابه وكلمته ورسالته
الله أعلن وعده في الكتاب المقدس انه سيحفظ كلمته وأن كلمته لن تزول ولا توجد أي سلطة بشرية تستطيع تغيير كتابه. للذكر لا الحصر نذكر
نص من سفر أشعياء (40 : 8) يَبِسَ الْعُشْبُ ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلَهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ».
ونص آخر من إنجيل متى (5 : 18) بلسان المسيح يقول: فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.
ونص آخر من إنجيل متى (24 : 35) بلسان المسيح يقول: اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. - الدليل الثالث: فترة كتابة وعدد كُتاب الكتاب المقدس:
الكتاب المقدس كتاب فريد من نوعه ويختلف عن أي كتاب آخر. الكتاب المقدس هو رسالة الله للبشرية وتمت كتابته بصورة متواصلة على مدة 1500 سنة منقسمة لحقبتين (العهد القديم من 1400 الى 500 قبل الميلاد و العهد الجديد من بين سنة 50 الى 90 بعد الميلاد) على يد 40 نبي ورسول أوحى لهم الله ان يدونوا كلمته.
كثرة الكتبة وطول فترة كتابة الكتاب المقدس تجعل اي محاولة للتحريف مستحيلة ومجرد خيال بسبب التواصل المستمر عبر الأزمان وأختلاف الأنبياء والرسل ومصداقيتهم في حفظ كلمة الرب من أي تغيير. - الدليل الرابع: إتمام نبؤات الكتاب المقدس
الكتاب المقدس هو موحى به من الله وفيه ما يقارب ال 2000 نبوءة في عهديه القديم (1300 نبوءة) والجديد (600 نبوءة) فيها العدد الأكبر تحقق بالفعل بطريقة مطابق للنبوءة وبطريقة تصادق على وحي الكتاب المقدس ومصداقية مصدره الالهي. - الدليل الخامس: شهادة التاريخ وعلم الأثار
جميع الشخصيات والأماكن الجعرافية والشعوب والعادات والأحداث التاريخية التي ذكرها الكتاب هي صحيحة تماما وتم أثباتها تاريخيا. أضافة الى ذلك فأن علم الحفريات وصل الى معلومات دقيقة جداً مثل الحيثيين الذي ذكرها الكتاب المقدس ولم تكن معروفة في التاريخ قبل إكتشاف الحفريات الخاصة بهذا الشعب. كل هذه أدلة تدعم إن ما مذكور في الكتاب المقدس هو مدعوم بأدلة تاريخية خارجية يمكن فحص صحته من خلالها.
أضافة الى شهادة المؤرخين مثل يوسيفوس تاكيتوس المعاصرين لزمن المسيح، كلهم صادقوا على أحداث كثيرة حدثت في العهد الجديد بصورة تؤكد وحي العهد الجديد. - الدليل السادس: شهادة العلم
الكتاب المقدس كتاب روحاني الغرض منه خلاص البشرية من الخطيئة، لكن مع ذلك في الكتاب المقدس ذكر لبعض الحقائق العلمية الصحيحة الغير معروفة في ذلك الوقت (للذكر لا الحصر كروية الارض في أشعياء 40 : 22 وثبوت الأرض بقوة الجاذبية في أيوب 26 : 7 الخ) - الدليل السابع: مخطوطات الكتاب المقدس
الكتاب المقدس هو أغنى كتاب على وجه البشرية والتاريخ بعدد مخطوطاته وترجماته المبكرة. العهد الجديد وحده له اكثر من 5800 مخطوطة يونانية و اكثر من 18000 مخطوطة لترجمات آخرى مثل اللاتينية وغيرها. كثرة المخطوطات تجعل التحريف مستحيل، لأن أي تحريف يستوجب تغيير النص في كل هذه المخطوطات والترجمات المنتشرة حول العالم. - الدليل الثامن: شهادة المسيحييون الأوائل
من خلال التاريخ وكتب ورسائل المسيحييون الأوائل نستطيع التعرف على هؤلاء الأشخاص الذين كانوا تلاميذ لتلاميذ المسيح وتلاميذ تلاميذهم بصورة ممتدة لأول 3 قرون بعد الميلادة تجعلنا قادرين على مطابقة ما مذكور في الأناجيل حالياً وما ذكره المسيحييون الأوائل. على سبيل الذكر نعلم ان يوحنا قام بتلمذة بوليكارب والذي بدوره قام بتلمذة إيرينيئوس والذي بدوره قام بتلمذة هيبوليتوس. كُتب ورسائل هؤلاء المسيحييون الأوائل موجودة بين أيديينا ومطابقة لرسالة العهد الجديد المكتوبة في المخطوطات عبر الأزمنة - الدليل التاسع: مصداقية الأنبياء والرسل
تلاميذ ورسل المسيح تعرضوا لملاحقات ومحاكمات وسجن وآلام وحتى موت بسبب أيمانهم. هذا الشئ يدل على مصداقية إيمانهم وان ما ذكروه هو شئ حدث بالفعل وليس كذبة مفتعلة لانها لو كانت كذبة لكانت لمنفعة شخصية سيقف الشخص على نشرها اذا تعرض لآذى بسببها. تلاميذ ورسل المسيح آمنوا بالرسالة التي حملوها لدرجة انه قبلوا الموت وان يكونوا شهداء من اجل نشر كلمة الله. - الدليل العاشر: إنعدام دليل التحريف
الأدلة التسعة المذكورة أعلاه كافية على إثبات صحة ومصداقية وإستحالة تحريف الكتاب المقدس. أضافة الى هذه نحن نعلم إن دليل تحريف الكتاب المقدس هو شئ منعدم من الوجود. فالدليل الوحيد الذي يستخدمه الأخوة المسلمين هو أخطاء النساخ او اضافاتهم في بعض النسخ التي تم تعيينها من خلال النقد النصي. فمعرفة الأخطاء النسخية وبعض أضافات النساخ هو شئ يثبت قوة وفعالية النقد النصي الذي من خلاله نستطيع معرفة اذا كانت هناك اخطاء نسخ بصورة تجعلنا نستطيع إعادة تكون النص الأصلي من خلال إختلاف المخطوطات.
بطبيعة الحالة كل دليل من هذه الأدلة كُتبت فيه العديد من المقالات والكتاب الفيديوهات التي قمت بتلخصها بصورة مبسطة للقارئ. في الفترة القادمة سنقوم بالتعمق أكثر في كل من هذه الأدلة وذكر أقوى الأمثلة على مصداقية كل دليل. تابعونا في الأسابيع القادمة.
سلام ونعمة
التعديل الأخير: