نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ (متى الإصحاح 25 الآية 23)

Noor Light

New member
إنضم
23 مايو 2022
المشاركات
20
مستوى التفاعل
23
النقاط
3

كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ (متى الإصحاح 20 الآية28)​

«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ.(متى الإصحاح 5 الآية13)​

مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ! (متى الإصحاح7 الآية 14)​

عندما نتوقف عن التفكير في هذه الوصايا بأنها تتعلق بالأعمال البطولية ونتوقف عن ذلك التفكير السينمائي الذي نرى فيه هذه الوصايا التي يقدمها المسيح بأنها لا بد وأن تكون في مواقف ضخمة تأتي إلينا ونحن في دور البطل الذي هو القديس نتسربل بالفضيلة فجأة ونقوم بالعمل التضحوي من أجل الآخرين معتقدين دائما بهذا التفكير أن الله ينظر لحجم الموقف والنتيجة العائدة منه من حيث حجم المراقبين أو المتأثرين مباشرة أو غير مباشرة بفضيلتنا، ولكن الله حقيقة ليس هكذا ، فالله لاينظر للأشياء كما ننظر نحن، فالله ينظر للقلوب!​

وصايا المسيح هي للأعمال الصغيرة التي لا يراها أحد، لتلك المرة التي نختار فيها التفكير في الآخرين بدلا من التفكير في أنفسنا ، عندما نختار أن نسعد جارنا بعمل طيب، بأن نساعد ذلك الشخص الغريب عنا الذي يبدو بأنه يعاني من ضيقات في يومه، بأن نستمع له ونفتح له قلوبنا بصدق ليتعزى بحضورنا ويرتاح ، هي تلك المرة التي بدلا من سبق الشخص المقابل لنا بركن السيارة قبل أن يقوم هو بأخذ المكان المتاح قبلنا نتحلى بالصبر والمحبة ونعرض له ليس فقط مكانا في محطة الوقوف بل في محطة قلوبنا، هي تلك المرة التي نتصل بشخص لا لأننا نريد شيئا منه ولذلك هو خطر على بالنا، بل نتصل به خاليين من أي رغبة شخصية لنسأل عنه ونطمئن عليه ونشجع قلبه بالمحبة، هي تلك المرة التي بدلا من أن ننتظر من شريكنا تلبية احتياجاتنا نستبق نحن بالمحبة لعمل احتياجاته ، أم هي تلك المرة التي بدلا من الأفكار المليئة بالأنا والأنا والأنا التي تستحوذ علينا عن ماذا سنفعل بعد الشيء الذي نفعله الآن نختار أن نبتسم ونحب بقلب المسيح أخانا الإنسان ونفكر في الآخرين لعمل الخير لهم الان ولاحقا ، أليس لمثل هذا جاء المسيح للأرض ألم يقل جئت لأطلب رحمة لا ذبيحة!؟​

بالحقيقة كلنا قمنا بخيانة المسيح كلنا وأنا بالتأكيد خنته كثيرا جدا لأني وأنا محاط بكل هذه الفرص العظيمة لأن أحب الآخرين أختار دائما أن أتصرف وكأني رجل آلي خالي من الحب فقط مهتم بالحقائق والنقاط المهمة التي علي أن أقوم بها في يومي، أفكر في ذاتي وأوهم نفسي بأني أعمل عمل الله، أريد الملكوت ولكن أريده بطريقتي الخاصة، لا أريد التضحية بذاتي، أوهم نفسي بأن التضحية بالذات يجب أن تعني عملا بطوليا عظيما أكون فيه صاحب دور البطولة كقديس ، متناسيا بأن كل خطوة في هذا الطريق هي عمل مقدس في نظر الله، متناسيا بأن أعظم عمل يمكن القيام به هو ما قاله المسيح "هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ" (يوحنا الإصحاح 15الآيات 12-14)​

الذي يضحي في الصغير يمكنه التضحية في العظيم والذي لا يضحي في التفاصيل الصغيرة لا يمكنه أن يفعل ذلك في الأشياء العظيمة أيضا .​

ياربي يسوع اعطيني قلب يتوجه نحو الآخر بالنعمة ياربي يسوع​

 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,062
مستوى التفاعل
5,422
النقاط
113
موضوع فوق الرااائع واختيار موفق الرب يبارك لمجد اسمه القدوس
 
أعلى