نحن لم نعطى روح الخوف .

Noor Light

New member
إنضم
23 مايو 2022
المشاركات
20
مستوى التفاعل
23
النقاط
3

"لأن الله لم يعطنا روح الخوف بل روح القوة والمحبة والبصيرة، فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ،

الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّة. وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. الَّذِي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزاً وَرَسُولاً وَمُعَلِّماً لِلأُمَمِ. لِهَذَا السَّبَبِ أَحْتَمِلُ هَذِهِ الأُمُورَ أَيْضاً. لَكِنَّنِي لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ.تَمَسَّكْ بِصُورَةِ الْكَلاَمِ الصَّحِيحِ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنِّي، فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا." (رسالة تيموثاوس الثانية الإصحاح 1 الآيات 7 -14)

مايبدأ به الرسول بولس في هذه الآيات هو تذكير مهم لتيموثاوس بأننا نحن الذين آمنا بالرب يسوع المسيح مخلصنا قد استلمنا هبة الروح القدس روح الله الذي يسكن فينا، يجب أن نعلم بأن روح الله هو حياة في داخلنا، هذه الحياة لها خصائص وصفات وقوة ونمط وحضور وشخصية، مانعني بهذا الكلام ؟

بولس يذكر تيموثاوس ومن خلاله الروح القدس يذكرنا نحن تلاميذ الرب بأن الروح الذي يسكن فينا هو ليس روح خوف بل روح قوة ومحبة وبصيرة ، لماذا يقول بولس هذا الكلام لتيموثاوس ؟

لأن بولس يعلم جيدا بأن روح هذا العالم يهاجم دائما المؤمنين ليشوش عليهم الرؤية الصحيحة لمعرفة الحياة الأبدية والسلوك المستمر فيها، كيف يقوم روح هذا العالم(الشيطان) بهذا الأمر؟

يقوم بهذا الأمر عن طريق إرباك اهتمام المؤمن! .

تبدأ بعض الظروف والاحداث الصغيرة في البداية بالظهور، أحداث صغيرة تكاد لاتذكر ولا تلاحظ في البدء ، وبسبب عدم انتباهنا وتفطننا وصلاتنا وسهرنا، تتحول هذه الأحداث الصغيرة لأحداث أكبر منها ومن ثم هذه الاحداث التي أحداث عالمية (أي مصبوغة بمشاغل العالم وتحمل روح العالم في داخلها ) تبدأ هذه الاحداث في التسلل لأذهاننا فتنقل لنا ماهيتها أي طبيعتها التي هي (خوف وفشل وجبن) .

ليتضح المعنى يضيف بولس الآيات اللاحقة بافتتاحه في الآية 8 بقوله "لا تخجل بشهادة ربنا ولا بي أنا أسيره"، مايظهره الروح القدس بهذه الكلمات هو هذا ، لاتهتم بما في هذا العالم، لاتهتم ولا تغير نظرك ولا تحوله من على يسوع المسيح وعلى الإنجيل الذي دعيت لأن تعيشه وتكون منارة للآخرين ليستنيرو بنوره من خلالك، فكيف يحدث الخجل ؟

الخجل يحدث عندما يقوم العالم بالتسلل فينا بخبث كالسارق في الظلام ليسكن في مكان ما داخل أذهاننا ويبدأ في عرض رأيه داخل أذهاننا محاولا التأثير علينا لنرى الحياة التي دعينا إليها لا بمنظور الروح القدس بل بمنظور روح العالم (الشيطان).

ويحدث هذا الأمر في صور أخرى أيضا ، كأن يقوم العالم بجرنا لملاحقة مجده الزائف ومناصبه الكاذبة التي يسبقها قلق وخوف ويسكنها قلق وخوف ويلحقها قلق وخوف وفشل .

لذلك بولس يقول في الآية 7 " أننا لم نعط روح الخوف بل روح القوة والمحبة والبصيرة أو ضبط النفس .

نحتاج لمعرفة هذه الثلاث جوانب لنهزم روح العالم هزيمة مطلقة :-

  • روح القوة : هو الروح الذي أماتنا عن هذا العالم بالإيمان المستمر بصليب يسوع المسيح وبأننا في الحقيقة صلبنا مع المسيح عن هذ العالم كما يقول بولس في غلاطية 6 :14"حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" .

  • روح المحبة: هو الروح الذي يملؤنا بواقع الحياة الإلهية لينير هذا العالم بنور الله كأبناء له فنجذب قلوب وأذهان المأسورين لحرية ومحبة المسيح .

  • روح البصيرة :هو روح الحكمة الذي يمكننا من رؤية خداع الشيطان وحيله ضدنا وأيضا يخلصنا منها لأنه يرينا طريق الفهم والإتزان والحياة وضبط النفس .

يذكرنا بولس في الآيات اللاحقة بدعوتنا ، بمن نحن حقيقة؟ بماهي حقيقتنا؟

نحن يا أحبائي لسنا أبناء هذا العالم فنلاحق مناصبه وأمجاده ووعوده الواهية التي هي شوك يخنقنا ليقتلنا كما قال لنا الرب في لوقا الإصحاح 8 الآية 7 "وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسَطِ الشَّوْكِ فَنَبَتَ مَعَهُ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ" ، بل نحن يا أحبائي أبناء الله العلي في يسوع المسيح الذي خلصنا من شر هذا العالم، يجب أن نستيقظ لنعرف من نحن ؟ نحن لسنا من هذا العالم، الحياة المودوعة فينا هي حياة الله ، يجب أن نحافظ على هذه الوديعة .

أخطر شيء يحاربنا لكي لا نحافظ على الوديعة هي محبة العالم والأشياء التي في العالم ، نحن نركض وراء مناصب ونركض وراء تحسين صورتنا أمام العالم، ونتنافس أيضا مع أبناء هذا العالم ، ونبحث عن مجدنا الذاتي في عالم مدان بالخطيئة والموت ! ألا نعلم بأن كل من بقي في سفينة تغرق فسيغرق هو أيضا معها! وهذا تماما مايريده لنا الشيطان رئيس هذا العالم .

فلنتمسك بكلمة الله والصلاة ونطلب الله بقلب نشيط فالوقت قريب يا أحبائي، ليس هناك متسع من الوقت، أعمارنا ليست بأيدينا ، في أي وقت من الممكن ان نرحل عن هذا العالم ، هل حافظنا على الوديعة ؟هل حافظنا على الإيمان؟ مالذي نبحث عنه كل يوم؟ هل نبحث عن الله وملكوته؟ أم أننا قد أخذنا أسرى بشباك هذا العالم وبالخوف والفشل والموت.

اليوم لنرجع للرب من كل قلوبنا فلنا شفيع اسمه يسوع ، دمه يتكلم أفضل من دم هابيل (عبرانيين إصحاح 12 آية 24) .

الرب ينتظر رجوعنا بفارغ الصبر ، لنأتي له ونقول يارب بإسم ابنك يسوع المسيح أعتذر لك لأنني ضللت وهو سيقبلنا ، بل هو من سيركض إلينا أولا عندما يرانا ويقبل رقبتنا ويفرح قلوبنا "فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" لوقا الإصحاح 15 الآية20 .

الرب يحبنا ، هذا العالم يكرهنا ، الرب لنا ، كل ماهو غيره هو ضدنا ، الرب أمين بان يحفظنا إن حفظنا أنفسنا في الإيمان بالمسيح الذي صلب لأجلنا فصلبنا فيه عن هذا العالم وعن أنفسنا لنحيا حياة السماء .

إن قلنا أننا نؤمن بالمسيح ونحن نختار حياة الأرض ونهتم بما فيها ونمتلئ بروح العالم الشرير فنحن نكذب ولسنا نؤمن حقيقة .

ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده " (تيموثاوس الثانية الإصحاح 2 الآية 4)

 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,067
مستوى التفاعل
5,425
النقاط
113
امين المجد لك يارب ??
شكرااا لك اخت نور منورة المنتدى بمواضيعك الجميلة
 

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,648
مستوى التفاعل
3,559
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
نداء مفيد و رائع، لخصته في كلامك التالي:

ليس هناك متسع من الوقت، أعمارنا ليست بأيدينا ، في أي وقت من الممكن ان نرحل عن هذا العالم ، هل حافظنا على الوديعة ؟هل حافظنا على الإيمان؟ مالذي نبحث عنه كل يوم؟ هل نبحث عن الله وملكوته؟ أم أننا قد أخذنا أسرى بشباك هذا العالم وبالخوف والفشل والموت.
 
أعلى