القديسين حينما استشهدوا لم يكن استشهادهم عن ضيق في الحياة ولا عن تبرم,ولا عن رغبة حقيقية في الموت في ذاته ليتخلصوا من الحياة,,إن تفسه ثمينة ومن أجل أن نفسه ثمينة يسع لخلاص نفسه ولكنه إذا رأي أن خلاصه يقتضي أن يقدم حياته من أجل المسيح ولذلك فإن مارمينا وغيره من الشهداء كانوا يعذبون في أجسادهم تحرق أجسادهم,تقطع أعضاؤهم والناس من حولهم يتعجبون لأنهم لايرون علي وجوه هؤلاء الشهداء علامة ضيق أو ألم,لدرجة أن نيرون مرة قال:تبا لهؤلاء الأوغال,كيف يقابلون الموت بالابتسامة,كان الأمر بالنسبة له عجبا كيف يقابل المسيحيون الشهداء الموت بابتسامة,لم يعرف نيرون,ولايعرف أهل العالم السعادة التي يعيش فيها السعداء والشهداء في بواطنهم,في اللحظة التي تقع عليهم الضربات والإهانات والشتائم,هناك لذة روحية, لذة عقلية,هناك شخوص إلي السماء ينسيهم الآلام التي من حولهم,ويخفف عنهم لأن عقولهم مركزة في السماء,لأن قلوبهم مرتفعة إلي فوق,لأنهم في عالم الروح لايشعرون أهم في الجسد أم خارج الجسد.
بعض الشهداء حينما قيدوه بالسلاسل انحني يقبل السلاسل, نظرة الشهداء إلي الاستشهاد نظرة سعيدة,يقبل السلاسل التي يقيد بها كأنها قطع من ذهب توضع في معصميه أو توضع في رجليه,لاينظر إليها علي أنها قيود وسلاسل,إنما يتطلع إليها علي أنها بركة أنعم بها عليه حتي يكون للمسيح شهيدا,وحتي يترتب علي إيمانه وصبره واستشهاده إيمان الكثيرين من الآخرين المحيطين به,وبهذا يكون كارزا باسم سيده,كارزا بصمته كارزا باحتماله وصبره وآلامه.