فضيلة العطاء

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,199
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
فضيلة العطاء
الأنبا مكاري أسقف سيناء

.

* العطاء هو من أركان العبادة كما ذكر معلمنا القديس متى في الأصحاح السادس "متى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون.. وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية".

*هذا الأصحاح تقرأه الكنيسة في أحد الرفاع للصوم الكبير.. وتريد أن تعلمنا الكنيسة أن من أركان العبادة وأهمها الصدقة (العطاء) والصوم والصلاة.

*العطاء هو حب ومشاركة أخوة الرب في احتياجاتهم وأعوازهم.

*العطاء هو فضيلة تستطيع بممارستها أن تثمر لحساب ملكوت السموات.

* مفهوم الخدمة عامة..أن تحب الرب إلهك من كل قلبك وفكرك وقدرتك وتحب قريبك كنفسك.. بمعنى تحب الآخرين وتريد أن تخدمهم وتعطيهم احتياجاتهم.. تعطيهم راحة وإشفاقًا وحنوا.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. تعطيهم وقتا لسماع مشاكلهم.. وخدمة بلا عطاء تصبح خدمة عقيمة غير مثمرة.

*في الواقع ما نعطيه لأحد من المحتاجين، إنما نعطيه للرب نفسه، سواء كان طعاما أو كساء، أو مجرد زيارة لمريض أو سجين، لأن هذه الزيارة هي أيضا لون من العطاء، تعطى فيه حبًا ومشاركة وجدانية، هي عطاء للنفس وليس للجسد.

*وعندما نتكلم عن العطاء يلزمنا أن نسأل: لماذا نعطي؟ كيف نعطي..؟ وما هي أنواع العطاء؟ ثم بركات العطاء.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,199
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
كيف نعطي؟




1. نعطى في خفاء:
*هذا ما نتعلمه من الرب يسوع حين قال: احترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم. وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات (متى 6: 41).

* لتكن صدقتك في الخفاء وأبوك الذي يرى في الخفاء.. يجازيك علانية.

* ولذلك يجب علينا حين نعطى ألا نجذب أنظار الآخرين.. ولا نعطى بافتخار.

* لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك (متى 6: 3) لا تذكر كم أعطيت ولا تحسب عطاياك. حتى لا تستوفى خيراتك على الأرض.

* مثل الشخص الذي يفتخر مثلا أنه أحضر هذه النجفة الكبيرة الجميلة للكنيسة. أو هو الذي تبرع بكل الستور.
2. نعطى بروح المحبة
*كل فضيلة تخلو من روح المحبة تكون مرفوضة. أي أن الإنسان لا يعطى متذمرا. أو فرضا عليه أو خائفا من غضب الله والقديس بولس يقول في (1 كو 13: 2) إن أطعمت كل أموالى وأسلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا.

*وفى (سفر نشيد الإنشاد 8: 7): "إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا."

* يجب أن لا نعير من نعطيهم حتى لا نجرح إحساسهم.

* أن تعطى دون أن يطلب منك.. بمعنى أن تكون بداخلك الحساسية نحو أخوتك المحتاجين.

*سرعة العطاء بدون تأجيل.. لأن ربما التأخير يسبب أضرارا للمحتاجين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كما يقول الكتاب "لا تمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله " (أم 3: 27).


3. تعطى في سخاء
* لأننا أولاد الرب يسوع ولابد أن نشبه أبينا الذي يعطى بسخاء ولا يعير (يع 1: 5).

* لا يكفى أن تعطى. بل أن تكون كريما في عطائك يعاملنا الله الذي قال أعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا (لو 6: 38).

الرب يسوع طوب الأرملة التي ألقت الفلسين.. لأنها من أعوازها أعطت بل أعطت كل معيشتها (لو 21:4).

* الله ينظر إلى عمق العطاء وليس إلى مقداره.

* ويقول الرب في (سفر التثنية 16: 10) على قدر ما تسمح يدك أن تعطى كما يباركك الرب إلهك.

* القديس بولس يكتب لتلميذه تيموثاوس أوصى الأغنياء في الدهر الحاضر.. أن يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع (1تى 6: 17).

*القديس كبريانوس الأسقف الشهير يقول عن الأرملة التي ألقت الفلسين في الخزانة ومدحها الرب مغبوطة جدًا ومكرمة المرأة التي استحقت أن تمدح بصوت الرب فليخجل الأغنياء بشحهم وعدم إيمانهم.

* القديسة ميلانيا أعطت القديس الأنبا بموا كيس به خمسمائة قطعة ذهب. ونادى القديس تلميذه وكلفه أن يوزعه على الرهبان الساكنين في البرية الداخلية وعندما سألته القديسة لماذا لم تفتح الكيس وتعده؟ فقال لها القديس إن كنت قدمت هذا المال لله. فالله يعرف مقداره وعدده.

* أعط أفضل ما عندك. لأن كثيرين لا يعطون إلا الملابس القديمة المستهلكة وأحيانًا تسبب حرجًا لإخوة الرب عندما يرتدونها.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,199
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
أنواع العطاء



1.عطاء للاحتياجات الجسدية
*مثل إطعام جائع - كساء عريان - إنفاق على مريض - إيواء غريب - مساعدة أرملة - الوقوف بجانب إنسان في ضيقة واحتياج.

* الرب يسوع يقول لنا كونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم (لو 6: 36).. وقال لليهود في (مت 9: 13) اذهبوا وتعلموا ما هو أنى أريد رحمة لا ذبيحة.

* القديس باسيليوس الكبير يقول من أجل أنك لم ترحم الآخرين فلا يصنع بك رحمة أيضا. لأنك أغفلت باب بيتك أمام المساكين فلا يفتح لك الله باب ملكوته.

* وأيضا يقول لنا الرب اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية (لو 16:9).. فما أعظم هذه الفضيلة التي نستطيع بها أن نشترى المطال الأبدية.

*المال الذي لا تدفعه في العشور هو مال ظلم. لأنك سلبت الرب وظلمت الكنيسة كما إنك ظلمت الفقراء.

*أصدقاء من مال الظلم هؤلاء الأصدقاء هم الفقراء الذين يصلون من أجلكم حتى يقبلكم الله في المظال الأبدية.

* أعظم مشهد قال عنه الرب يسوع يوم الدينونة تعالوا يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني.. (متى 25: 25).

* وفي البستان قصة عن ناسك تصدق بثوبه لفقير وعندما نزل إلى الريف ليبيع عمل يديه. رأى ذلك الثوب ترتديه امرأة زانية. فحزن جدًا وبكى. فظهر له ملاك الرب وقال له: لا تحزن فمن وقت أن تصدقت بثوبك لهذا الفقير قد لبسه المسيح وأنت غير مسئول عما حدث بعد ذلك. والقديس بولس يقول فلنعمل الخير للجميع لاسيما أهل الإيمان (غل 6:10).

*حينما تنمو في فضيلة العطاء سوف يعطيك الرب نعمة لكي تعرف من هو محتاج ومن هو محتال.


2. عطاء للخدمة الروحية
* يمثل خدمة التعليم الديني وتفسير الكتاب المقدس والافتقاد - تعليم أولاد مدارس الأحد. الإنفاق على كتب ومطبوعات يتم توزيعها في الكنائس والاجتماعات.

*ويأتي في مقدمة عطاء الخدمة الروحية.. سد احتياجات الخدمة في الكنيسة مثل الدقيق اللازم للقرابين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. والبخور والشمع والأباركة aparxh وأواني المذبح والستور وكتب القراءة.

*فربما يعجز البعض عن خدمة الله بالتعليم والوعظ والافتقاد لضيق الوقت.. لكنهم يستطيعوا أن يخدموا الله بأموالهم وقد ذكر الإنجيل أن بعض النسوة اللاتي تبعن يسوع كن يخدمنه من أموالهن (لو 8:3).
3. العشور والبكور والنذور
* أول ذكر للعشور ورد في الكتاب المقدس في (تك 14: 20) حينما قدم إبراهيم العشور لكاهن أورشليم ملكي صادق.


* العشور هي من قديم الزمان حينما قال أبينا يعقوب إن كان الله معي وحفظني... ورجعت بسلام إلى بيت أبى. يكون الرب لي إلها... وكل ما تعطيني فإني أُعَشِّرهُ لك (تك 28: 20).

* وفي سفر ملاخي يقول أيسلب الإنسان الله. فإنكم سلبتموني. فقلتم بما سلبناك. في العشور والتقدمة يعتبر أنه سلب الرب وظلم أخوته الفقراء.

* مفروض أن كل من يعطيه الرب الكثير. يعطى هو أيضا الكنيسة وأخوة الرب، مثل الإناء الذي يمتلئ يفيض من حوله الماء.

* والعشور هي الحد الأدنى في العطاء. لأن الرب قال إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات (متى 5: 20).

*الرب يسوع أوصانا في العهد الجديد كل من سألك فأعطه (لو 6:60).

*إذن لا يصح أن نكتفي بدفع العشور فقط ويستريح ضميرك. وتغلق قلبك وأذنك وبابك أمام طلبات المحتاجين فإن الكتاب يقول من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضا يصرخ ولا يستجاب (أم 21: 13).

* البكور هي أفضل ما عندي للرب. هي أول مرتب.. أول مكسب.. أول علاوة أول دخل للرب.. أول إنتاج.. مثل هابيل الذي قدم من أبكار غنمه.

النذور
*النذر هو ما يتعهد به الإنسان أن يقدمه أو يدفعه للرب والكنيسة وإخوة الرب.

* الإنسان يجب أن يفى بالنذر الذي ينذره للرب أنه مكتوب في (سفر الجامعة 5: 5) أن لا تنذر خير من أن تنذر ولا تفي.. أيضا أن لا تتأخر عن الوفاء بالنذر..


القرابين
*في أوشية القرابين. يقول الأب الكاهن اذكر يا رب صعائد وقرابين وشكر الذين يقربون كرامة ومجدا لاسمك القدوس. أصحاب الكثير وأصحاب القليل والذين يريدون أن يقدموا لك وليس لهم... أعطهم الباقيات عوض الفانيات السمائيات عوض الأرضيات الأبديات عوض الزمنيات. بيوتهم ومخازنهم املأها من كل الخيرات.

*أصحاب القرابين هم الذين يقدمون للكنيسة الدقيق والبخور والستور وكتب القراءة وأواني المذبح.
 
أعلى