شفاء الروح المكسورة

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76

شفاء الروح المكسورة​

psalm-147-3

“روح الإنسان تحتمل مرضه، أما الروح المكسورة فمن يحملها” (أمثال 14:18). استوقفتني كلمات هذه الآية، “أما الروح المكسورة فمن يحملها؟” تساءلت: كيف يمكن أن تُكسر الروح، والروح ليست كياناً مادياً؟ ووصلت إلى هذه النتيجة..
كلمات الآية مجازية، تُصَوِّر روح الإنسان وقد صدمتها التجارب الساحقة.. أو أثقلتها الخطايا الكبرى.. أو هزتها الآمال الضائعة.. فتكسَّرت تحت وطأة هذه الأمور مجتمعة أو منفردة..
الإنسان كائن ثلاثي مع أنه واحد.. وقد أعلن بولس الرسول حقيقة الإنسان بكلماته: “وإله السلام نفسه يقدِّسكم بالتّمام ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح” (1تسالونيكي 23:5).
الروح هي سر الحياة.. “الجسد بدون روح ميت” (يعقوب 26:2).
النفس هي مركز العاطفة والإرادة، “فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك” (تثنية 5:6).
الجسد هو الهيكل الخارجي الذي يحوي الروح والنفس، “وحين تُكسر روح الإنسان يصبح كئيباً.. حزيناً.. يائساً.. وبائساً.

الشفاء الإلهي للروح المكسورة​

هل سمح الله بكسر روحك عن طريق فقدان ابن عزيز، أو زوجة فاضلة، أو عن طريق انهيار آمالك ومشروعاتك؟ أو عن طريق تدهور صحتك.. لا تحزن لأن الله المحب “يشفي المنكسري القلوب ويجبر كسرهم” (مزمور 3:147).

1- الله يشفي الروح المكسورة بمهارة يديه​

قد تحسّ وأنت في انكسار روحك أن لا داعي لحياتك، وقد تطلب الموت لنفسك كيونان، وتقول: “موتي خير من حياتي” (يونان 8:4). وقد تظلم الحياة أمام عينيك، ولكن ثق أن الله سيشفي روحك المكسورة بمهارة يديه، ويصنع من حطام حياتك إناء بحسب مسرة قلبه.

2- الله يشفي الروح المكسورة بالصلاة إليه​

اجتازت حنة أم صموئيل ثلاث تجارب مريرة: التجربة الأولى في نفسها، فقد كانت محرومة من الولد. والتجربة الثانية في بيتها، فقد “كانت ضرتها تغيظها أيضاً غيظاً لأجل المراغمة [أي المكايدة]” (1صموئيل 6:1). والتجربة الثالثة في كنيستها إذ قال لها عالي الكاهن وهو يظنها سكرى: “حتى متى تسكرين؟ انزَعي خمركِ عنكِ” (1صموئيل 13:1و14).

وقد أمرَّت هذه التجارب نفسها وأحزنت روحها “فقامت… وهي مُرَّة النفس. فصلت إلى الرب، وبكت بكاء ونذرت نذراً”، وأجابت عالي الكاهن قائلة: “إني امرأة حزينة الروح… أسكب نفسي أمام الرب” (1صموئيل 10:1و15). وقد شفى الرب روحها المكسورة الحزينة بعد أن صلَّت إليه وسكبت نفسها أمامه، “ثم مضت.. في طريقها وأكلت ولم يكن وجهها بعد مُغيَّراً” (1صموئيل 18:1).

3- الله يشفي الروح المكسورة بتعويضه السخي​

لقد كسرت التجارب المحرقة روح أيوب، ولكن الرب شفى هذه الروح المكسورة بتعويضه السخي “وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفاً… وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه…” (أيوب 10:42و12).
وفي سفر إشعياء نقرأ كلمات النبوة التي تمت في المسيح: “روح السيد الرب عليَّ، لأن الرب مسحني لأبشِّر المساكين، أرسلني لأعْصِب منكسري القلب، لأنادي للمسبيّين بالعِتق، وللمأسورين بالإطلاق… لأعزّي كل النائحين، لأجعل لنائحي صهيون، لأعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد، ودُهن فرح عِوضاً عن النوح، ورداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة، فيُدْعَون أشجار البر، غرس الرب للتمجيد” (إشعياء 1:61-2).
فيا أيها المنكسر الروح بسبب هزيمتك أو آلامك أو انهيار آمالك، اذكر أن “ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره” (مزمور 17:51)، وتعال إلى المسيح ملقياً أحزانك عند قدميه فهو وحده الذي يجبر الكسير، ويقيناً أنه سيشفي روحك المكسورة!!
الموضوع منقول للامانة
 
أعلى