رسالة العبرانيين الفصل العاشر

إنضم
15 أكتوبر 2022
المشاركات
445
مستوى التفاعل
468
النقاط
63
الفصل العاشر ولما كانت الشريعة تشتمل على ظل الخيرات المستقبلة لا على تجسيد الحقائق نفسه فهي عاجزة أبد الدهور بتلك الذبائح التي تقرب كل سنة على مر الدهور أن تجعل الذين يتقربون بها كاملين ولولا ذلك لكف عن تقريبها لأن الذين يقومون بشعائر العبادة إذا تمت لهم الطهارة مرة واحدة لم يبق في ضميرهم شيء من الخطيئة في حين أن تلك الذبائح ذكرى للخطايا كل سنة لأن دم الثيران والتيوس لا يمكنه أن يزيل الخطايا لذلك قال المسيح عند دخوله العالم لم تشأ ذبيحة ولا قربانا ولكنك أعددت لي جسدا لم ترتض المحرقات ولا الذبائح عن الخطايا فقلت حينئذ وقد كان الكلام علي في طي الكتاب هاءنذا آت أللهم لأعمل بمشيئتك فقد قال أولا ذبائح وقرابين ومحرقات وذبائح كفارة للخطايا لم تشأها ولم ترتضها مع أنها تقرب كما تقضي الشريعة ثم قال هاءنذا آت لأعمل بمشيئتك فقد أبطل العبادة الأولى ليقيم العبادة الأخرى وبتلك المشيئة صرنا مقدسين بالقربان الذي قرب فيه جسد يسوع المسيح مرة واحدة وإن كل كاهن يقف كل يوم فيقوم بشعائر العبادة ويقرب الذبائح نفسها مرارا كثيرة ولا يمكنها أبدا أن تمحو الخطايا أما هو فقد قرب ذبيحة واحدة كفارة للخطايا ثم جلس عن يمين الله للأبد منتظرا بعد ذلك أن يجعل أعداءه موطئا لقدميه لأنه بقربان واحد جعل المقدسين كاملين أبد الدهور وذلك ما يشهد به لنا الروح القدس أيضا فبعد أن قال هوذا العهد الذي أعاهدهم إياه بعد تلك الأيام يقول الرب أجعل شريعتي في قلوبهم وأكتبها في ضمائرهم ولن أذكر خطاياهم وآثامهم فحيث يكون غفران الخطايا والآثام، لا يبقى من قربان من أجل الخطيئة ولما كنا واثقين أيها الإخوة بأن لنا سبيلا إلى القدس بدم يسوع سبيلا جديدة حية فتحها لنا من خلال الحجاب أي جسده وأن لنا كاهنا عظيما على بيت الله فلندن بقلب صادق وبتمام الإيمان وقلوبنا مطهرة من أدناس الضمير وأجسادنا مغسولة بماء طاهر ولنتمسك بما نشهد له من الرجاء ولا نحد عنه، لأن الذي وعد أمين ولينتبه بعضنا إلى بعض للحث على المحبة والأعمال الصالحة ولا تنقطعوا عن اجتماعاتنا كما اعتاد بعضكم أن يفعل بل حثوا بعضكم بعضا وزيدوا من ذلك على قدر ما ترون أن اليوم يقترب فإنه إذا خطئنا عمدا بعدما حصلنا على معرفة الحق فلا تبقى هناك ذبيحة كفارة للخطايا بل انتظار رهيب للدينونة ونار مستعرة تلتهم العصاة من خالف شريعة موسى قتل من غير رحمة بناء على قول شاهدين أو ثلاثة فأي عقاب أشد من ذلك العقاب يستحق كما ترون من داس ابن الله وعد دم العهد الذي قدس به نجسا واستهان بروح النعمة ؟ فنحن نعرف ذاك الذي قال لي الانتقام وأنا الذي يجازي وقال أيضا إن الرب سيدين شعبه ما أرهب الوقوع في يد الله الحي ولكن اذكروا أيام الماضي التي فيها تلقيتم النور فجاهدتم جهادا كثيرا متحملين الآلام فصرتم تارة عرضة للتعيير والشدائد وتارة شركاء الذين عوملوا بمثل ذلك فقد شاركتم السجناء في آلامهم وتقبلتم فرحين أن تنهب أموالكم عالمين أن لكم ثروة أفضل لا تزول لا تضيعوا إذا ثقتكم فلها جزاء عظيم وإن بكم حاجة إلى الصبر لتعملوا بمشيئة الله فتحصلوا على ا لموعد قليلا قليلا من الوقت فيأتي الآتي ولا يبطئ إن البار لدي بالإيمان يحيا وإن ارتد لم ترض عنه نفسي فلسنا أبناء الارتداد لنهلك بل أبناء الإيمان لخلاص النفس
اعداد الشماس سمير كاكوز
 
أعلى