اغريغوريوس
محاور
. "سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك". (لا19: 18). "لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك، بل تحب قريبك كنفسك. أنا الرب".أين اجد ابغض عدوك بالعهد القديم - سمعتم انه قيل تحب قريبك و تبغض عدوك (متى5:43) .. لا يوجد نص أو فقرة في العهد القديم تنص على أن تبغض عدوك ..
في الحقيقة بالبحث لم نجد الجزء الثاني من هذه الوصية » تبغض عدوك « فهي من تعليم الربيين الذين يفتون للشعب فتاوي هي تعليم الناس. فالوصية الرسمية في سفر اللاويين هكذا: » لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك، بل تحب قريبك كنفسك. أنا الرب «(لا 18:19). وبهذه الإضافة انحرف مفهوم الناموس، ففي الآية السابقة يضع الناموس “المحبة عوض النقمة”، ولكن بتعليم الربيين صار الفصل شديداً بين القريب الإسرائيلي والعدو الأُممي. وهكذا انطبع في قلوب الشعب محبة اليهودي وبغضة الأممي، وانحصر معنى القريب بالضرورة في اليهودي فقط. وهكذا بالشرح الخاطئ للناموس أقام اليهود حائطاً مسدوداً بينهم وبين الأُمم، بل وبين حافظي الناموس والشعب الملعون » الذي لا يعرف الناموس « عشَّارون وخطاة ومساكين الأرض. وفي هذا الجو الممزَّق بفعل الشرح الخاطئ
للناموس جاء المسيح وبدأ يعمل ويعلِّم ليفيض حب الله بلا مانع على الجميع، لأن أباكم الذي في السموات هو كامل يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين، ويعبر على الحواجز ويتخطَّاها. وهكذا بدا المسيح الذي جاء يعمل عمل الكامل السماوي وكأنه يُضل الأمة، ولمَّا أراد أن يُعرِّف اليهودي مَنْ هو قريبه ظهر في مَثَل المسيح أنه السامري أو بالحري كل إنسان يحتاج إلى مساعدة. وهكذا لزمت المحبة لكل الناس وخاصة الأعداء الذين نصَّبهم الشرح الخاطئ للناموس الخاطئ أعداءً لليهود وهم ليسوا أعداءً لأحد. فإن صحَّت المساعدة للعدو إن هو وقع في ضيقة، أو إطعامه إن جاع فقد صحَّت له المحبة، ولكن لا مساعدة العدو الذي في ضيقة ولا محبته هي ضد الناموس، وفضل الناموس في هذا سابق: » إذا صادفت ثور عدوك أو حماره شارداً ترده إليه. إذا رأيت حمار مبغضك واقعاً تحت حمله وعدلت عن حلَّه فلابد أن تَحُلَّ معه «(خر 23: 4و5). فإن كان هذا هو إحساس الناموس من جهة العدو، فقد جاء تعقيب المسيح على ذلك بدرجة صاعدة » أحبوا أعداءكم «وإلاَّ كيف يدعوهم للخلاص؟ أو كيف يخلصوا هم؟! لأن الذي دعانا للخلاص أحبَّنا أولاً وكنَّا أعداءً!!
الاب متي المسكين تفسير انجيل متي
للناموس جاء المسيح وبدأ يعمل ويعلِّم ليفيض حب الله بلا مانع على الجميع، لأن أباكم الذي في السموات هو كامل يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين، ويعبر على الحواجز ويتخطَّاها. وهكذا بدا المسيح الذي جاء يعمل عمل الكامل السماوي وكأنه يُضل الأمة، ولمَّا أراد أن يُعرِّف اليهودي مَنْ هو قريبه ظهر في مَثَل المسيح أنه السامري أو بالحري كل إنسان يحتاج إلى مساعدة. وهكذا لزمت المحبة لكل الناس وخاصة الأعداء الذين نصَّبهم الشرح الخاطئ للناموس الخاطئ أعداءً لليهود وهم ليسوا أعداءً لأحد. فإن صحَّت المساعدة للعدو إن هو وقع في ضيقة، أو إطعامه إن جاع فقد صحَّت له المحبة، ولكن لا مساعدة العدو الذي في ضيقة ولا محبته هي ضد الناموس، وفضل الناموس في هذا سابق: » إذا صادفت ثور عدوك أو حماره شارداً ترده إليه. إذا رأيت حمار مبغضك واقعاً تحت حمله وعدلت عن حلَّه فلابد أن تَحُلَّ معه «(خر 23: 4و5). فإن كان هذا هو إحساس الناموس من جهة العدو، فقد جاء تعقيب المسيح على ذلك بدرجة صاعدة » أحبوا أعداءكم «وإلاَّ كيف يدعوهم للخلاص؟ أو كيف يخلصوا هم؟! لأن الذي دعانا للخلاص أحبَّنا أولاً وكنَّا أعداءً!!
الاب متي المسكين تفسير انجيل متي