- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 5,287
- مستوى التفاعل
- 2,724
- النقاط
- 113
يعتقد الأغلبية ان اول حالة ديمقراطية و اول برلمان في التاريخ انطلق من دول الغرب ، ولكن الحقيقة ان اول برلمان في التاريخ واول حالة ديمقراطية انطلقت من بلاد الرافدين ، حيث يذكر العلامة صموئيل نوح كريمر ان اول جمعية تأسيسية في تاريخ البشر قد اجتمعت في سومر في الالف الثالث قبل الميلاد ، وهي لا تختلف عن مثيلاتها في الوقت الحاضر وانها تتألف من مجلسين هما : مجلس الشيوخ ، ومجلس الشعب من المحاربين و حملة السلاح ، وسبب انعقاد هذه الجمعية بمجلسيها هو تعرض مدينة أوروك للخطر، فكان عليها ان تقرر احد الأمرين اما الحرب والمحافظة على الكرامة والاستقلال ، او السلم الذي يعني الاستسلام ، حيث صوت مجلس الشيوخ بتأييد السلم ولكن كلكامش ملك أوروك لم يوافق على هذا القرار ، فاحال الأمر الى مجلس الشعب من حملة السلاح وجاء قرارهم مؤيداً للحرب والمحافظة على الاستقلال.
يذكر ان الوضع السياسي الذي دعا الى اجتماع هذه الجمعية هو كون البلاد السومرية تتألف من ولايات عديدة وان تلك الولايات تتنافس فيما بينها على الزعامة ، وكانت كيش من اكبر الولايات بينهم ، الى ان اصبحت مدينة أوروك تنافسها على السيادة وقد أدرك ( اجا ) ملك كيش ان أوروك اصبحت خطراً عليه فهددها بالحرب ما لم تعترف بسيادته ، وهذا ما أجبر كلكامش ملك أوروك ان يستدعي الجمعية للانعقاد واختيار احد القرارين اما الحرب او السلم.
ونقرأ في الملحمة التالي :
(( هاهم رسل "اجا" يتقدمون من كيش الى كلكامش في أوروك ،
الملك كلكامش وضع الأمر امام شيوخ المدينة ،
طالباً كلمتهم : (( لاتدعونا نسلم لكيش ، بل دعونا نجابهها بالسلاح )) ،
ومجلس الشيوخ اجاب كلكامش : ( دعنا نسلم لكيش ، فلا نجابهها بالسلاح )) ،
كلكامش منجز الاعمال العظيمة على شرف الالهة انانا ،
لم تلامس قلبه كلمات شيوخ المدينة وعاود الأمر ثانية ،
طرحه امام مجلس محاربي المدينة ،
طالباً كلمتهم : (( لاتدعونا نسلم لكيش ، دعونا نجابهها بالسلاح )) .
ومجلس محاربي المدينة اجاب كلكامش : (( لا تسلم لكيش ، دعنا نجابهها بالسلاح )
كلكامش لدى سماعه قرار مجلس محاربي المدينة
ابتهج قلبه ، واشرقت بالنور روحه )) .
لم تذكر الملحمة عدد الاعضاء في كل من المجلسين وكيفية انتخابهم ، ولم تقل لنا كيف يتم التصويت ومن
كان يدير الجلسة ، ولم تصل الينا تفاصيل اكثر لأن الذي وصل الينا مكتوباً من عهد كلاً من "كلكامش" و "اجا" هو قليل ، اذ ان الكتابة كانت في اطوارها الاولى انذاك ، ولكن في النهاية على ما يبدو ان كلكامش ملك أوروك نجح في مصالحة (أجا) ملك كيش ونجح في مصادقته ورفع الحصار عن مدينة أوروك بدون قتال وبدون استسلام.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المصدر : كتاب ( هنا بدأ التاريخ ) لصموئيل نوح كريمر
يذكر ان الوضع السياسي الذي دعا الى اجتماع هذه الجمعية هو كون البلاد السومرية تتألف من ولايات عديدة وان تلك الولايات تتنافس فيما بينها على الزعامة ، وكانت كيش من اكبر الولايات بينهم ، الى ان اصبحت مدينة أوروك تنافسها على السيادة وقد أدرك ( اجا ) ملك كيش ان أوروك اصبحت خطراً عليه فهددها بالحرب ما لم تعترف بسيادته ، وهذا ما أجبر كلكامش ملك أوروك ان يستدعي الجمعية للانعقاد واختيار احد القرارين اما الحرب او السلم.
ونقرأ في الملحمة التالي :
(( هاهم رسل "اجا" يتقدمون من كيش الى كلكامش في أوروك ،
الملك كلكامش وضع الأمر امام شيوخ المدينة ،
طالباً كلمتهم : (( لاتدعونا نسلم لكيش ، بل دعونا نجابهها بالسلاح )) ،
ومجلس الشيوخ اجاب كلكامش : ( دعنا نسلم لكيش ، فلا نجابهها بالسلاح )) ،
كلكامش منجز الاعمال العظيمة على شرف الالهة انانا ،
لم تلامس قلبه كلمات شيوخ المدينة وعاود الأمر ثانية ،
طرحه امام مجلس محاربي المدينة ،
طالباً كلمتهم : (( لاتدعونا نسلم لكيش ، دعونا نجابهها بالسلاح )) .
ومجلس محاربي المدينة اجاب كلكامش : (( لا تسلم لكيش ، دعنا نجابهها بالسلاح )
كلكامش لدى سماعه قرار مجلس محاربي المدينة
ابتهج قلبه ، واشرقت بالنور روحه )) .
لم تذكر الملحمة عدد الاعضاء في كل من المجلسين وكيفية انتخابهم ، ولم تقل لنا كيف يتم التصويت ومن
كان يدير الجلسة ، ولم تصل الينا تفاصيل اكثر لأن الذي وصل الينا مكتوباً من عهد كلاً من "كلكامش" و "اجا" هو قليل ، اذ ان الكتابة كانت في اطوارها الاولى انذاك ، ولكن في النهاية على ما يبدو ان كلكامش ملك أوروك نجح في مصالحة (أجا) ملك كيش ونجح في مصادقته ورفع الحصار عن مدينة أوروك بدون قتال وبدون استسلام.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المصدر : كتاب ( هنا بدأ التاريخ ) لصموئيل نوح كريمر