- إنضم
- 7 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 658
- مستوى التفاعل
- 52
- النقاط
- 0
أنت لست صدفة
" هكذا يقول الرب صانعك وجابلك من الرحم مُعينك " ( أشعياء 44: 2)
ألبرت أينشتاين: ( إن الله لا يجازف )
لم يكن ميلادك خطأ أو حادثاً مؤسفاً ، كما أن حياتك ليست ضربة حظ من صنع الطبيعة .. ربما لم يخطط والدك لإنجابك ، لكن الله فعل ذلك . فهو لم يندهش على الإطلاق بمولدك ، لكنه فى الحقيقة توقَّعه .
لقد صُورت فى ذهن الله قبل أن يتصورك والدك بوقت طويل فهو أول من فكر فيك . كونك تتنفس فى هذه اللحظة ليس قدراً . أو صدفة . أو حظاً . أو احتمالاً . انك حى لان الله أراد أن يخلقك ! يقول الكتاب المقدس " الرب ينجز مقاصده لى " .
لقد وصف الله كل جزء من تفاصيل جسمك على حده . واختار بشكل متعمد الجنس الذى تنتمى إليه ، ولون بشرتك ، وشعرك ، وكل المواصفات الأخرى . لقد فصَّل جسدك بالطريقة التى ابتغاها ، كما انه حدد المواهب الطبيعية التى سوف تمتلكها وتفرُّد شخصيتك . يقول الكتاب المقدس " لم تختف عنك عظامى حينما صُنعت فى الخفاء ورقمت فى أعماق الأرض " وفى الترجمة الإنجليزية يفيد المعنى " إنك تعرفنى من الداخل والخارج ، انك تعرف كل عظمة فى جسدى ، انك تعرف كيف نُحت من العدم إلى الوجود " .
ونظراً إلى أن الله قد صنعك لغرض ، فقد قرر أيضا متى ستولد وكم من العمر سوف تعيش . لقد خطط أيام حياتك مقدماً ، فاختار الوقت المحدد لميلادك وموتك . إذ يذكر الكتاب المقدس " رأت عيناك أعضائى وفى سفرك كلها كُتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها " وفى الترجمة الإنجليزية يفيد المعنى " لقد رأيتنى قبل أن أولد وعيَّنت كل يوم من أيام حياتى قبل أن أبدأ فى التنفس . لقد كان كل يوم مسجلاً فى سفرك " .
كما أن الله خطط المكان الذى سوف تولد وتعيش فيه لأجل قصده . إن جنسيتك وعرقك ليسا صدفة . إذ أن الله لم يترك أياً من التفاصيل للصدفة لكنه خطط كل شئ لأجل قصده . يذكر الكتاب المقدس " وصنع من دم واحد كل امة من الناس وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم " لا يوجد فى حياتك شئ عشوائى . لكن الكل من اجل قصد .
والأكثر دهشة أن الله قرر كيف ستولد . بغض النظر عن ظروف مولدك أو من هما والداك . لا يهم أن كان والداك صالحين أو سيئين أو حتى غير مبالين . لقد علم الله أن هذين الشخصين يمتلكان بالتحديد البنية الجينية الصحيحة لخلق هيئتك التى كانت فى ذهنه . فقد كان لديهما الحمض النووى الذى أراده الله ليصنعك .
إن الله لا يفعل شيئاً أبداً مصادفة ، وهو لا يخطئ ، بل إن لديه سبباً لكل شئ يخلقه . لقد خطط الله لكل نبات وكل حيوان ، كما أن كل شخص قد صُمم بحسب قصد فى ذهنه. إن دافع الله لخلقك هو محبتك . إذ يقول الكتاب المقدس " كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة ".
لقد كان الله يفكر فيك حتى قبل أن يخلق العالم ، بل أن ذلك هو فى الحقيقة السبب لخلقه ! لقد صمم الله بيئة هذا الكوكب حتى نتمكن من العيش فيه . إننا مركز محبته والأكثر قيمة فى كل خليقته . يقول الكتاب المقدس " شاء فولدنا بكلمة الحق لكى نكون باكورة من خلائقه " هكذا احبك الله وأعطاك قيمة !
إن الله لا يفعل شيئاً عشوائياً ، لكنه خطط كل شئ بدقة كبيرة. فكما تعلم الفيزيائيون ، وعلماء الأحياء ، والعلماء الآخرون عن الكون ، كلما فهمنا أفضل كيف انه يلائم وجودنا بطريقة متفردة ، كما انه مُفصل بحسب المواصفات المضبوطة التى تجعل الحياة البشرية ممكنة . ذكر الكتاب المقدس " مصور الأرض وصانعها ... لم يخلقها باطلا . للسكن صورها " .
لماذا صنع الله كل ذلك ؟ لماذا اهتم وخلق كون لأجلنا ؟ لأنه إله محبة . من الصعب استقصاء نوع تلك المحبة ، لكن بكل تأكيد يمكن الوثوق بها . لقد خُلقت كموضوع خاص لمحبة الله ! لقد خلقك الله لكى يغمرك بمحبته ، وتلك هى الحقيقة التى يجب أن تبنى حياتك عليها .
إن المحبة هى جوهر صفات الله .. هناك محبة كاملة فى شركة الثالوث ، وهكذا فإن الله لم يكن لديه احتياج لان يخلقك ، لأنه لم يكن وحيداً . لكنه أراد أن يصنعك حتى يعبر عن محبته . إذ يقول الله " اسمعوا لى يا بيت يعقوب وكل بقية بيت إسرائيل المحملين علىَّ من البطن المحمولين من الرحم . والى الشيخوخة أنا هو والى الشيبة أنا أحمل . قد فعلت وأنا أرفع وأنا أحمل وأنجى " وفى ترجمة كتاب الحياة " الذين حملتهم منذ أن حبل بهم ، وتكفلت بهم منذ مولدهم ، وبقيت أنا حتى زمن شيخوختكم، وحملتكم فى مشيبكم. أنا صنعتكم لذلك أنا أحملكم وأخلصكم "
إن لم يكن هناك إله لكنا جميعاً ( صدفاً ) أو نتيجة لحادثة فلكية اعتباطية فى الكون . لكان بإمكانك عندئذ أن تتوقف عن قراءة هذه الرسالة لان الحياة لن يكون لها أى هدف أو مغزى أو معنى . لن يكون هناك صواب أو خطأ ، لن يكون هناك رجاء فيما وراء سنواتك القصيرة على هذه الأرض .
لكن يوجد هناك اله قد صنعك لغرض ، كما أن حياتك لها معنى عميق ! لن نكتشف هذا المعنى والقصد إلا إذا جعلنا الله نقطة المرجعية فى حياتنا .
هذه القصيدة وهى من تأليف راسل كلفر . تلخص الأمر :
أنت من تكون لهدف رفيع ... أنت جزء من رسم بديع .
تصميم فريد كامل وثمين ... رجل الله تُدعى وامرأة فاضلة تدعين .
تبدو كما تبدو لقصد مُبين ... لم يخطئ حين صنعك إلهنا الأمين .
فى عمق الرحم نسجك الحنون ... أنت بالضبط من أرادك أن تكون .
كان آباؤك من الله مختارين ... مهما شعرت بحزن دفين .
بقصد فى ذهن الله صممهم .
لا لم تكن صدمتك خفيفة ... وبكى الله لالآمك العنيفة .
سمح بها الله ليشكل قلبك ... فتصبح شبهه ويكون قربك .
أنت من تكون لربح النفوس... وقد تشّكلت بعصا القدوس.
أنت كما أنت عزيز محبوب ... لأنه يوجد اله مهوب .
نقطة للتأمل : أنا لست صدفة .
آية للحفظ : " هكذا يقول الرب صانعك وجابلك من الرحم معينك " ( اشعياء 44: 2 )
سؤال للتفكير : والآن بعد أن عرفت أن الله قد خلقنى بشكل متفرد .. ما هى نواحى شخصيتى . وخلفيتى . وشكلى الخارجى التى أصارع لقبولها ؟