الرد على الأستاذ منقذ السقار | مدارس السبت 29 | [جزء 2/3]

إنضم
26 فبراير 2018
المشاركات
39
مستوى التفاعل
4
النقاط
8
بإسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.


يكمل الأستاذ منقذ السقار ويقول ان الناقد المحافظ ولتر كايزر ينقل الإجماع على أن اقتباسات العهد القديم فى العهد الجديد لا تدل فى شكلها على نية تنبؤية عند مؤلفى أسفار العهد القديم.
ويكمل ويقول أن القمص سرجيوس يقول: "فالمسيح ساطع فى كل الكتاب المقدس فى إشراق دائم وليس كالشمس التى تغيب عن نصف الأرض ليلاً إذ ليس فى التوراة أو كتب الانبياء جزء تغرب عنه شمس المسيح بل يشع اسمه وشخصه وصفاته وأعماله وظروفة وأحواله فى التوراة وكتب الأنبياء وفى ثنايا سطورها، تجد المسيح فى كل جملة وفى كل إصحاح وفى كل سفر من أسفارها وما حروفها وكلماتها إلا خطوطا واظلالا لصورة المسيح المجيدة."
المصدر/
سرجيوس سرجيوس (القمص)، هل تنبئت التوراة عن المسيح، القاهرة: المطبعة التجارية الحديثة، ص. 6.

ثم يكمل الأستاذ منقذ ويقول طريقة الإنجيليين فى الإقتباس من التوراة هى كالتالى: يقول القديس متى: "وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي»." (إنجيل القديس متى 2: 15)
وهذه النبؤة مأخوذه من النبى هوشع كالتالى:
«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي. (هوشع 11: 1)
ويقول ان النبى هوشع يتكلم عن إنقاذ بنى إسرائيل من مصر ما علاقتها بالمسيح له المجد؟
ويكمل ويقول ان المفسر وليم باركلى [البروتستنتى] يقول
ويختتم متى هذا الجزء بذكره أن الهروب إلى مصر إتمام للنبوة القائلة من مصر دعوت ابنى .. وهذه عادة في متى أنه يبحث في العهد القديم عن أية أجزاء يمكنه بها أن يدلل على أن يسوع هو المسيا ويطبق هذه الأجزاء حرفيا حتى وإن كانت في وقتها لم يكن المسيح مقصود بها والاشارة هنا إلى هوشع 11: 1 عندما يقول الله: عندما كان إسرائيل غلامأ أحببته ومن مصر دعوت ابنى والإشارة الأصلية هنا هى إلى إنقاذ الله لشعب إسرائيل من العبودية في أرض مصر أيام موسى، لكن هذا هو أسلوب متى الدائم في البحث عن نصوص في العهد القديم يطبقها على حياة المسيح وإن لم يبدو هذا مقنعاً لنا، فقد يكون مقنعا لليهود الذين كتب لهم متى بشارته.

المصدر/
تفسير إنجيل متى، وليم باركلى، ص. 35.

الرد
بالنسبة لكلام الناقد المحافظ ولتر كايزر نحب أن نقول ان أين هو هذا الإجماع الذى ينقله هذا الناقد الغربى؟
فإن العلماء الغربيين ومن ضمنهم البروتستنت يتعاملوا مع الكتاب المقدس أنه كتاب بشرى صرف ربما يخطئ أو يصيب ونسبة الخطأ أكتر.

فإن المسيحية منذ نشأتها إلى اليوم لم تُبنى على كلام هؤلاء الغربيين، بل المسيحية كما قال القديس أثناسيوس الرسولى (+373م) هى كالتالى:

"ولكن بالاضافة إلى ذلك، دعونا ننظر إلى تقليد الكنيسة الجامعة وتعليمها. وايمانها ، الذي هو من البداية “والذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء”. وعلى هذا (الأساس) تأسست الكنيسة، ومن يسقط منه فلن يكون مسيحياً ولا ينبغي أن يدعى كذلك فيما بعد."

المصدر/
(الرسائل عن الروح القدس 1/28)
J.P. Migne, Patrologia Graeca, Vol. XXVI, Col. 593-596.
Athanasius (Saint), The Letters of Saint Athanasius concerning the Holy Spirit, translated by C.R.B. Shapland, New York: Philosophical Library, 1951, P. 133-134.
أثناسيوس (القديس)، الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون، مجموعة من المترجمين، طبعة رابعة، القاهرة: المركز الأرثوذكسى للدرسات الآبائية، 2018، ص. 95.

وجميع الآباء بلا إستثناء الذين تسلموا الإيمان من المسيح والرسل أنفسهم قد أقروا بجميع تلك النبؤات لم يجرؤء أحد على قول ان هذه النبؤات كانت تلفيق وأن كاتبها لم يؤمن بأنها نبؤات لأحداث مستقبلية.
أنتهى

بالنسبة للمفسر وليم باركلى [البروتستنتى] فإن كلامه لا يمثل أى شيئ بالنسبة للمسيحية الأرثوذكسية الثابتة منذ نشئة المسيحية إلى اليوم وإلى إنقضاء الدهر، فإن كلام هذا البروتستنتى يتناقض مع كلام الكتاب نفسه وهو كلام المسيح له المجد نفسه حين يقول:


25 فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ 26. أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» 27. ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.
(إنجيل القديس لوقا 24: 25-27)



فبدون الرجوع إلى مفسريين أرثوذكس من آبائنا القديسين فكلام المسيح كافى بأن تلك هى النبؤات التى تكلم الأنبياء بها عنه، فإن القديس متى لا يأتى بالنبؤات من تلقاء نفسه كل هذا قد سمعه من المسيح نفسه وينقله وهكذا باقى الرسل، فعندما يقول القديس متى ان هذه النبؤة عن المسيح فهو ينقل كلام المسيح نفسه وهو يتكلم عن تلك النبؤات ويفسرها هو بنفسه لا القديس متى.


التأرجح ما بين العلماء
أخيراً نقول لماذا تأخذ بكلام هؤلاء العلماء وترفض عالم أخر مثل القمص سرجيوس؟
يعنى لماذا تفترض أن كلام وليم باركلى وولتر كايزر صحيح وترفض كلام القمص سرجيوس؟
ما معايرك أنت يا شيخ فى قبول عالم ورفض الأخر؟ هذا السؤال لا يوجد إجابة عليه عند الشيخ ولا عند جموع المسلمين ولا يستطيعوا إعطاء رد مقنع فى هذا.
غريب أمر هذا الشيخ يوظف المراجع بالطريقة التى يستطيع بها خداع القُراء!


الكاتب المجهول للرسالة إلى العبرانين
يستهل كلامه عن نبؤة فى رسالة القديس بولس بقوله يذكر الكاتب المجهول للرساله إلى العبرانيين!


الرد
من قال للشيخ أن الرسالة مجهول كاتبها؟
يقول العلاّمة أوريجانوس (+254م): "دعونا نرَ كيف يمكننا أن نثّبت ما قلناه لتونا على سلطان الكتب المقدس. يقول بولس الرسول إن الإبن الوحيد هو صورة الإله الذى لا يرى، وبدء كل خليقه. وإذ يكتب إلى العبرانيين يسميه بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ."
المصدر/
(المبادئ: 5/2/1)
The Ante-Nicene Fathers, Vol. IV, P. 577.
أوريجانوس (العلاّمة)، المبادئ، تعريب الأب جورج خوام البولسى، بيروت: المكتبة البولسية، 2002، ص. 89.

القديس إكليمنضس السكندرى (+215م) نقلاً عن يوسابيوس القيصرى (+340م): "ويقول أن الرسالة الى العبرانيين من تأليف بولس، وأنها كتبت إلى العبرانيين باللغة العبرانية ولكن لوقا ترجمها بدقة و نشرها الى اليونانيين، و لذا فأنه يوجد فى هذه الرسالة نفس أسلوب التعبير الذى فى سفر الأعمال"
(تاريخ الكنيسة 6/14/2)
يوسابيوس القيصرى، تاريخ الكنيسة، تعريب القمص مرقص داود، القاهرة: مكتبة المحبة، 1998، ص. 261.



يقول القديس أثناسيوس الرسولى (+373م):
"وليس من قبيل الملل ان اتكلم عن اسفار العهد الجديد وهى الاربعة اناجيل حسب متى , مرقس , لوقا , ويوحنا واعمال الرسل وسبعة رسائل ( تسمى الجامعة ) وهى ليعقوب واحدة ولبطرس اثتنتان ولويحنا ثلاث وليهوذا واحدة بالاضافة الى اربع عشرة رسالة لبولس كتبت بالترتيب التالى الاولى الى الرومان ثم اثتنان الى الكورنثنين واحدة الى الغلاطيين ثم الى الافسيين ثم الى الفيلبيين ثم الى الكولوسيين واثتنان الى التسالونيكيين وتلك التى للعبرانين واثتنان الى تيموثاوس وواحدة الى تيطس والاخيرة الى فيلمون والى جانب ذلك رؤيا يوحنا.



المصدر/
الرسالة الفصحية رقم 39.
Nicene and Post-Nicene Fathers, 2nd Series, Vol. IV, P. 1327.
أثناسيوس المقارى (القس)، الملامح الوثائقية والليتورجية لكنيسة الاسكندرية فى الثلاثة قرون، ص. 358.

وغيرهم الكثير والكثير.


التعليق
بعد كل ما قدمت لا يمكن أن نقول ان النبؤات قد تم تلفيقها لأن المسيح له المجد هو من أقر هذه النبؤات وليس البشر والرسل قد دونوا هذه النبؤات ولم يختلقوها هم، وقد حفظها الآباء كما تقدم من قبل.



يسأل الأستاذ منقذ سؤال أخر ويقول: هل يمكن استخدام هذه الطريقة (يقصد طريقة التبيولوجى أى اننا نأتى بالمتشابهات من أقوال النبؤات ونجعلها تتوافق علينا نحن فى العصر الحديث) فى اثبات نبؤات غريبة؟


الإجابة
يا أستاذ منقذ لو شئنا أن نستخدم هذا الأسلوب نحن لن نذهب بالنبوات إلى ما وصلت إليه أنت والأستاذ سامى عامرى فقط فى أنكم دلستم على النبؤات وجعلتوها كأنها نبؤة عليكم فقط لا بل نحن نستطيع إن إستخدمنا هذا الأسلوب الذى هو التيبولوجى ولكن ليس التيبولوجى المسيحيى انما التيبولوجى السقارى هذا فسوف نأتى بنبؤات عن بوذا وكريشنا وزيوس وأفروديت وأى شيئ تريده، إن شئت سنأتى بنبؤة عن إختراع الحاسب الآلى.



لكن كما قلت لك النبؤات قد دونت بواسطة الوحى فى العهد القديم والمسيح بنفسه هو من تكلم عن هذه النبؤات من كل العهد القديم وليس كتاب واحد او سفر واحد مثل إشعياء او يونان وهكذا، إنما من جميع كتب العهد القديم وليس هذا فقط بل فسرها هو بنفسه للتلاميذ، ومن ثم دونها التلاميذ فى الكتاب المقدس ومن ثم حفظها لنا الآباء بالتقليد.


الخلاصة أن المعيار هو التقليد الذى حفظ لنا هذه النبؤات وغيرها من أمور ديننا ولا يمكن حتى أن نفكر ولو للحظة ان النبؤات عن شخص أخر سوى المسيح له المجد حتى وإن وجد تشابه فى المواقف المعاصره لنا وبين النبؤات المكتوبة فلن تكون لأحد إلا المسيح له المجد.
ولإلهنا كل المجد
 
أعلى