الرد على الأستاذ منقذ السقار | مدارس السبت 29 [جزء 1]

إنضم
26 فبراير 2018
المشاركات
39
مستوى التفاعل
4
النقاط
8
بإسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين.


الرد من الدقيقة 1 إلى الدقيقة 3

الإعتراض الأول: لقب رئيس هذا العالم
يعترض الأستاذ منقذ على لقب رئيس هذا العالم ويقول ان الكتاب أخطأ عندما أعطى اللقب للشيطان ولم يعطيه لأحد من الأنبياء أو حتى المسيح له المجد، وبذلك يعتقد ان كتابنا المقدس قد قدس الشيطان بهذا اللقب!

الرد
أولاً: لماذا دُعى الشيطان بهذا اللقب؟ فإن الأستاذ منقذ يلمح بوصف الشيطان بأنه رئيس هذا العالم بأنه رئيس السماء والأرض وليس الأرض فقط، وإن رفض هذا وقال لا لم أقصد هذا نقول انه بالإضافة إلى هذا قد لمح إلى هذا اللقب انه لقب ممدوح وليس زميم، ويقول انه لم يلقب به أحد الأنبياء وهذا خطأ الكتاب المقدس وليس خطأه هو.
لذلك يجب أن نعرف ماذا تعنى هذه الآية وما المقصود بلقب رئيس هذا العالم؟
يقول القديس يوحنا ذهبى الفم (+407م): قول السيد المسيح: "لأن رئيس هذا العالم"، يعني به إبليس، وقد دعاه الناس الأشرار بهذا الاسم، ليس لأنه يرأس السماء والأرض، وإلا لقلب الخلائق وعكسها، وإنما يرأس الذين قد أسلموا إليه ذواتهم.
المصدر/
(العظة 75 على إنجيل القديس يوحنا)
John Chrysostom, Commentary on Saint John the Apostle and Evangelist: Homilies 48-88, Fathers of the Church Patristic Series), Vol. 41, P. 311.

ويقول القديس أغسطينوس (+430م):
بمثل هذه الكلمات يشير إلى الشيطان كرئيس ليس على خلائق الله بل على الخطاة، هؤلاء الذين يشير إليهم هنا باسم "هذا العالم". عندما يستخدم اسم "العالم" بمعنى شرير يشير السيد فقط إلى محبي هذا العالم، الذين كُتب عنهم في موضع آخر: "محبة العالم عداوة لله" (يع 4: 4). حاشا لنا أن نفهم الشيطان أنه رئيس العالم كمن يسيطر على تدبير أمور كل العالم، السماء الأرض وما فيهما. مثل هذا العالم قيل عنه عندما تحدثنا عن المسيح الكلمة: "كوِّن العالم به" (يو 1: 10). العالم كله من أعلي السماوات إلى أسافل الأرض يخضع للخالق ليس للهارب؛ للمخلص لا للمخرب؛ للمنقذ لا للمستعبِد؛ للمعلم لا للمخادع.
المصدر/
St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate, 79: 2.


التعليق
فكما نرى أن لقب رئيس هذا العالم فى هذا السياق يعنى ان العالم ممتلئ بالخطاه الذى يتملك عليهم الشيطان وهم من رفضوا المسيح بكونه إله ومخلص لهم وهذا ينطبق على كل من لم يؤمن بربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح فى كل زمان ومكان، ولا يقصد بها أبدا الأبرار أتباع الأنبياء وإن شئت أتباع الرب والإله يسوع المسيح. فهل تقبل ان ينسب للرحمن الرحيم انه رئيس هذا العالم بهذا المعنى؟ هل يكون أتباع الرحمن هم الخطاه فقط؟
انتهى


نأتى للشق الثانى لهذه الجزئية وهى هل لم يوصف المسيح له المجد أنه رئيس للعالم أجمع؟
ان المسيح وصف انه رئيس ملوك الأرض.
أولاً الآية التى تتكلم عن الشيطان انه رئيس هذا الدهر:
اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.
(يوحنا 12 – 31)


والنص اليونانى لها:

νῦν κρίσις ἐστὶ τοῦ κόσμου τούτου, νῦν ὁ [[ἄρχων]] τοῦ κόσμου τούτου ἐκβληθήσεται ἔξω.


أتت الكلمة أركون ἄρχων، وتعنى رئيس
نجد فى سفر الرؤيا الذى للقديس يوحنا اللاهوتى
وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، (رؤيا 1 – 5)
والنص اليونانى
καὶ ἀπὸ ᾿Ιησοῦ Χριστοῦ, ὁ μάρτυς ὁ πιστός, ὁ πρωτότοκος τῶν νεκρῶν καὶ ὁ ἄρχων τῶν βασιλέων τῆς γῆς. τῷ ἀγαπῶντι ἡμᾶς καὶ λούσαντι ἡμᾶς ἀπὸ τῶν ἁμαρτιῶν ἡμῶν ἐν τῷ αἵματι αὐτοῦ,



نجد ان المسيح له المجد قد دُعى رئيس ملوك الأرض ὁ ἄρχων τῶν βασιλέων τῆς γῆς أو أركون تون باسيليون تيس جيس، فهو قد دُعى أيضاً أنه رئيس لملوك الأرض أى ان ملوك الأرض والمتحكمين فيها قد ملك عليهم المسيح له المجد أى صار هو الرئيس عليهم، ولكن ليس مثل الشيطان الذى له أتباع فقط من الأشرار ليس الأبرار.


إلى تفاسير الآباء
يقول القديس أوكومينيوس (+991م)
[لذلك فإن المسيح أيضاً ملك على كل من فى السماء. ولكن الآن هو يتكلم عن هؤلاء الذين على الأرض. وبينما هو يتابع، يظهر له أنه ملك الجحافل المقدسة في السماء أيضًا.]


المصدر/
تفسيره على سفر الرؤيا
Oecumenius, Commentary on the Apocalypse, translated by John N. Suggit, Fathers of the Church, Vol. 112, 2006, P. 25.


القديس ابن كاتب قيصر (القرن الثالث عشر)
وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ
[ورئاسته على جميع ملوك الأرض رئاسة الرب على العبد شاء العبد أو أبى.]
المصدر/
ابن كاتب قيصر، تفسير رؤيا القديس يوحنا اللاهوتى، 1994، ص. 38.


إذا المسيح قد دعى رئيس أيضاً على ملوك الأرض ولكن ليس بنفس المعنى او السياق الذى قيل عن الشيطان.
لإلهنا المجد دائما
 
أعلى