البابا يستقبل وفدا من كهنة ورهبان الكنائس الشرقية الأرثوذكسية

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD

articles_image120220604064537Ji7A.jpg



استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في الفاتيكان وفدا من كهنة ورهبان الكنائس الشرقية الأرثوذكسية ووجه لهم خطابا تمحور حول أهمية العمل من أجل تحقيق الوحدة المنشودة بين جميع المسيحيين والتي هي هبة وتناغم ومسيرة ورسالة.
استهل البابا كلمته مرحباً بضيوفه ومعبرا عن فرحته للقائهم، وتوقف عند كلمات القديس بولس الرسول "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله وشركة الروح القدس تكون معكم جميعا"، وأوضح أن هذه التحية تفتتح غالباً الاحتفال بالإفخارستيا، على أمل أن يأتي اليوم الذي يحتفل فيه جميع المسيحيين معا بسر الإفخارستيا. بعدها لفت الحبر الأعظم إلى أن زيارة ضيوفه إلى الفاتيكان تأتي عشية الاحتفال بعيد العنصرة، والذي يصادف هذا الأحد بحسب الروزنامة اللاتينية، وتوقف عند بعض النقاط التي يقترحها هذا الاحتفال والمتعلقة بالوحدة التي يطمح إليها جميع المسيحيين.
تابع البابا كلمته مؤكدا أن الوحدة هي عطية ونار تأتيان من السماء. ولهذا السبب لا بد أن نصلي ونعمل من أجلها، ونتحاور بلا كلل، ونستعد لقبول هذه النعمة، مع أن بلوغ الوحدة ليس ثمرة عمل الأرض، بل عمل السماء، وليس نتيجة لالتزامنا وجهودنا بل نتيجة لعمل الروح القدس، الذي ينبغي أن نفتح له قلوبنا بثقة كي يقودنا نحو الشركة التامة، مدركين أن الوحدة هي نعمة وهبة.
بعدها أكد الحبر الأعظم أن عيد العنصرة يعلمنا أن الوحدة هي تناغم. وتوجه إلى ضيوفه قائلا إن وفدهم يتألف من كنائس تنتمي إلى تقاليد مختلفة، وتعيش الشركة في الإيمان والأسرار، ما يعكس جيداً هذا الواقع. ولفت إلى أن الوحدة ليست تماثلاً وليست ثمرة تنازلات أو توازنات دبلوماسية هشة. إنها في الواقع تناغم في إطار تنوع المواهب التي يمنحها الروح القدس الذي يحب أن يمنح التعددية والوحدة، في الآن معاً، تماماً كما حصل يوم العنصرة، حيث لم يقتصر الكلام على لغة واحدة. التناغم هو درب الروح القدس، لأنه هو بحد ذاته تناغم، كما يقول القديس باسيليوس.
هذا ثم أشار البابا إلى أن الوحدة هي مسيرة، فهي ليست مشروعاً يُكتب أو خطة تُدرس مسبقاً. ولا تتحقق من خلال الجمود إنما بواسطة الحراك وديناميكية الروح القدس، بدءا من العنصرة. وهذه الوحدة تنمو من خلال المقاسمة، خطوة تلو الأخرى، في إطار الاستعداد لتقبل أفراح وأتعاب المسيرة، ومن خلال المفاجآت التي تبصر النور أثناء المسيرة. وذكّر فرنسيس بأن القديس بولس الرسول كتب في رسالته إلى أهل غلاطية أننا مدعوون إلى السير بحسب الروح القدس، وكما كان يقول القديس إرينيوس إن الكنيسة هي "قافلة من الأخوة". وأضاف البابا أنه ضمن هذه القافلة تنمو الوحدة وتنضج، وهي لا تأتي كمعجزة مفاجئة بل في إطار المقاسمة الصبورة والمثابرة لمسيرة نقوم بها معا.
أما البعد الرابع والأخير لهذه الوحدة – مضى البابا إلى القول – فهو أنها مرتبطة بخصوبة إعلان الإنجيل، وذكّر بالصلاة التي رفعها يسوع إلى الآب سائلا إياه أن يكونوا جميعهم واحداً حتى يؤمن العالم. وأضاف فرنسيس أن الكنيسة صارت إرسالية يوم العنصرة، وما يزال العالم ينتظر اليوم التعرف على إنجيل المحبة والحرية والسلام، الذي دُعينا جميعاً للشهادة له، مع بعضنا البعض.
وعبر البابا في هذا السياق عن امتنانه للشهادة المشتركة التي تقدمها الكنائس الشرقية الأرثوذكسية، وقال إنه يفكر بنوع خاص بمن ذرفوا دماءهم ثمنا لإيمانهم بالمسيح، وشكر الجميع على بذور المحبة والرجاء التي يزرعونها، باسم المصلوب والقائم من الموت، في مناطق ما تزال مطبوعة بالعنف وبصراعات تكون غالبا منسبة. في الختام شكر البابا ضيوفه على زيارتهم وسألهم أن يصلوا من أجله، ثم صلى مع جميع الحاضرين صلاة "الأبانا".
 
أعلى