بدأت بالرد علىك أيها الكائن الفضائي منذ ساعات ليست قليلة، و لكن بسبب ظروفي التي تضطرني للنهوض و العودة المرات التي لا تعد و لا تحصى، الوقت قام بالرد عليك الغالي My Rok و لم انتبه الى رده إلا و أنا في نهاية كتابة ردي. بكل صدق لخص My Rock ردي الطويل بقوله المختصر التالي:
موت المسيح على الصليب لم يكن نهاية القصة، بل المسيح قام واقام معه كل من يؤمن به وهنا المسيح لم يخسر اي شئ من قيمته ومن محبة الآب له.
لست نادمة على تعبي في الرد لأني أكتب عادة ليس للسائل بل لكل باحث جَدِي عن الحق ، و لهذا اطول و اشرح و أضع مراجع كتابية .
أرجو منك بكل لطف أن تتأنى و تتأمل في قراءة الرد:
هل من المنطق والمعقول أن الرب يحب بني الإنسان أكثر من إبنه الوحيد لدرجة تقديمه فداءاً عنهم !!!!؟؟
نعم،
يا غالي عند الرب، منطقي و معقول أن الرب يحب الإنسان لدرجة تقديم ابنه فداء عنه. و اليك كلام الرب يسوع المسيح عن هذا الموضوع و وصيته عن محبة الله هو محبة الآخر، (بما في ذلك الأعداء).
هل من المنطق أن الرب أحب بني الانسان الخطائين أكثر من إبنه القدوس بلا شر ولا دنس ؟!!!!
لا يفهم فكر الله سوى من له روح الله:
لأن أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ
المشكلة يا ابني أننا
إذا افترضنا بالخالق ما هو بالبشر من ضعف لن نصل الى فهم أبعاد محبته و لا أحكماه،
أقول هذا لأنك في مواضيعك تشبه الله للإنسان و تتوقع أن تصرف الله و ردة فعل الله كتصرف و ردة فعل الإنسان، و هذا هو الفخ الذي أوقعت نفسك فيه. سإقتبس للتسهيل مشاركاتك تلك، ثم أرد عليها لانها تتعلق بموضوع غيرمنفصل و هو الفداء وحب الله للإنسان :
كما ذكرتي أختنا، إن الرب خلق الانسان على صورته ومثاله ، فلو إفترضنا أن إنسان طرد إبنه من البيت لمجرد أكله من شجرة أمره ألا يأكل منها لكان هذا الانسان هل هذا الأب يحب إبنه؟!! ، كيف لمن طردني من الجنة لأنني أكلت من الشجرة أن يحبني ويفديني بنفسه فيما بعد؟، لماذا لم يثبت حبه لي عندما أكلت من الشجرة وحذرني الأ أكل منها مرة أخرى ، هل من الحب أن يطردني من الجنة من أول خطأ أرتكبه؟
ولماذا لم يتحمل أدم عاقبة خطيئته وتحملها الرب بدلا عنه إذن؟! - لو كان هذا هو المنطق ، وكلما أخطأ أدم ونسله تحمل الرب عاقبة خطياهم ، متى سيتحمل الإنسان عاقبة خطاياه؟!!
ولكن ، ماذا لو أخطأت في رئيس بلدي وحبسني كما ذكرتي، ثم قرر رئيس بلدي أن يعفو عني، هل سيُدخل نفسه الحبس بدلاً مني فداءً لي ؟!
ردي على الإقتباس الأول، و أرجو ان تلاحظ الجمل المسلط عليها باللون الأحمر لأن ردودي عليها بالأحمر أيضاً.
الطرد لم يكن عقاباً على
أكله من شجرة أمره الله الأ يأكل منها، بل عاقبة .... و كلمات عقاب، عاقبة و يعقب كلها من مصدر واحد.
معنى هذا، أن الموضوع لم يكن مجرد أمر و نهي، بل قضية حياة و موت. ستفهم المقصود فيما يلي. الله حذر آدم و ذكر له أنه سيموت يوم يأكل من الشجرة.
الله، إذأً، لم يعاقب آدم بل آدم تلقى عاقبة ما فعل. سأعطيك مثالاً على ذلك. لو كنت أبا و لديك أولاد و حذرتهم من اللعب بالنار و تعاطي المخدرات لأن النار تحرق و المخدرات تقتل، و جاء شخص شرير أغواه و أراد له الإذية، و قال له: " لا تصدق اباك. النار لا تحرق بل ممتعة و فيها ضوء و دفئ، و المخدرات لا تقتل بل تجعلك تشعر بالسعادة" ، إبنك صدق الشرير و لعب بالنار و حرق نفسه، او تعاطى المخدرات و مات بسببها، هل تكون أنت الذي حرق ابنك أو قتلته؟
الشيطان هو الشرير الذي أغوى آدم و حواء لأنه أراد لهما أن يسقطا من حالة النعمة التي كانوا فيها، وهذه النعم هي كونهم بمعية الله في حين أنه هو قد طرد منها الى الأبد. و هنا يأتي
ردي على الإقتباس الثاني: كيف تقول
لماذا لم يتحمل آدم تحمل عاقبة خطيئته في حين أ
نه تحمل عاقبة خطيئته يوم تم طرده من جنة عدن، من النعيم الذي كان يعيش فيه حيث كان متمتعا بمعية الرب، و لم يعرف التعب و لا الشقاء من أجل طعامه. لم يعرف الأوجاع و لا المرض بل كان نقياً و طاهراً مهيئاً لكي ينمو في القداسة على مثال الله من أجل الحياة الأبدية مع الله.
سبب طرد آدك هو أنه يوم أكل من ثمرة
شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ عرف الشر، و بما أن الشر و القداسة لا يلتقيان لم يعد مكانه مع الله و هذا ما نسميه "السقوط". أو الخطية الجدية.
بالشر و بإنفصال آدم عن الله عرف خسر روحه النقاوة و الطهارة و جسده عرف الفساد الذي به كان المرض و كل شقاء عرفه الإنسان، و كان الموت الجسدي الذي هو نعمة من الله و ليس عقاباً. نعمة لكي لا يعيش الإنسان الى الأبد شقياً و تعيساُ و بعيداً عن الله.
هنا يأتي الكلام عن الفداء. لقد سبق و بينتُ لك في
مشاركتي هذه في موضوعك عن الفداء محبة الله للإنسان، كيف أنه لم يلعنه بل لعن الحية (الشيطان) لأن الإنسان لم يختار أن يعصي الله من ذاته بل بغواية الشيطان. و لذلك وعده منذ سقوطه بالفداء، و معنى الفداء هو ان يفديه من الموت لكي يعود الى أحضان الله.
خطيئة نسل آدم ليست خطيئة جديدة بل امتداد لسقوط آدم .... لو لم يسقط آدم لما عرف نسله الخطية. المسيح جاء من أجل آدم و نسله أيضاً. هذا يعني أن كل من يقبل المسيح إلهاً و مخلصاً لن يعرف الموت الأبدي:
ردي الأخير على الإقتباس الثالث: لو كان رئيس بلدك هو الله لدخل الحبس بدلا عنك كما فعل
المسيح طوعا و بملئ إرادته أن يموت على الصليب الذي به
دخل سجن الأموات نيابة عنا ليقهر الموت و من سبب الموت بقيامته فلا يعود للشيطان سلطان على ارواح الموتى المؤمنين بالمسيح، لأن المسيح بقيامته صار باكورة الناهضين من الموت، و كما كان الموت بآدم هكذا قيامة الأموات بالمسيح:
أرجو أن أكون فد وضحت هدف التجسد و معنى الفداء.